responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 141
طاعته والارتباط بحماية ثغور المُسْلِمِين، وهو ممن يقسم بالسوية، ويعدل فى الرعية, والله ما فى طاعته مع سعتها دان منه، ولا ناء عنه من البلاد ما يجرى فيه على أحد من المُسْلِمِين رسم مكس، وسبل المُسْلِمِين آمنة، ونقوده من الذهب والفضة سليمة من الشرب، مطرزة باسم الخلافة، ضاعف الله تعظيمها وجلالها.
هذه حقيقة حالِه، والله يعلم أنى ما أسهبت ولا لغوت، بل لعلى قد أغفلت أو قصَّرت، ولمولانا أمير المؤمنين المستظهر بالله، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، والطول العميم فى الأمر, تشريفه بقبول تأميله، وفى الإشارة إليه بما يقوى أمره، ويشد أزره, ويؤيد سلطانه، ويعلى شأنه, مجريًا له على السنن الكريم، الطول العميم، فوالله ما فى الأمراء ولا فى شيع النصحاء الأولياء من يجوز فى الولاء وصحة الانتماء سبقه، ولا يلبس من النصيحة من الخلافة المقدسة المبنية على طريق النبوية، ما يصل يده ويقوى أيده ويشد عضده بمنه وطوله.
وضراعة الخادم بالأدعية المتقبلة لنفسه ولابنه المسترق القن بعد الامتنان بإباحة الصدر لهما إلى الوطن، فقد بعد عنه سبعة أعوام، وأقاما فى الجناب المخضب الظليل, والكنف الرحب المأهول مدة عامين، يستدرَّان النعم الحافلة جملاً بعد جمل، ويكرعان فى المشارب الجمة العذبة عللاً بعد نهل, فلله الهام الشريفة التى مسحت على شكيتها من عدوان الأيام بيد شيم الكرام، فأزاحت عنهما جميع الشاكيات والآلام. . لا أعدم الله مولانا الإمام المستظهر بالله أمير المؤمنين، صلوات الله عليه وعلى آبائه المنتخبين مبرة تتضاعف بها المعالي, وسعادة تحرز أسنى الآمال، وكفاية يستمدُّ بها حرية الأيام والليالي، فذلك بيده وغيره معجزة، وهو المنعم الجوَّاد، وكلُّ خير من طوله مستفاد، لا شريك له، ولا توفيق إلا به والحمد لله حق حمده، وصلواته على سيد المرسلين رسوله وعبده وعلى آله الطيبين، وعترته المنتخبين الراشدين، آباء أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين إلى يوم الدِّين، وحسبى الله ونعم الوكيل» [1].
إذا تأمَّلنا فى الرسالة المذكورة فإنها تدلُّنا على طابع رسائل الحُكَّام فى فترة المرابطين، وتدلنا على حسن اختيار دولة المرابطين لممثليها عند الخلافة العباسية حيث إنَّها اختارت عالمًا فقيهًا ذا دراية وخبرة كبيرة فى مخاطبة الحُكَّام والخلفاء، وبذلك نجحت تلك

[1] دراسات فى تاريخ المغرب والأندلس, د. أحمد العبادي، ص (476).
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست