responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
ولما بسط له فى الأمل، وكان هو وابنه فى محلِّ الكرامة والجذل، بدأ بعرض ما هو عليه ناصر الدِّين، وجامع كلمة المُسْلِمِين، القائم بدعوة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين المتحرك بالجهاد المتجهز إلى المُسْلِمِين باستئصال فئة العناد، ولمة الفساد، قام بدعوة الإمامة العباسية والناس أشياع, وقد غلب عليهم قوم دعوا إلى أنفسهم ليسوا من الرهط الكريم، ولا من شعبة الطاهر الصميم، فنبَّه جميع من كان فى أفق قيامه بالدعوة الإمامية العباسية، وقاتل مَن توقَّف عنها منذ أربعين عامًا إلى أن صار جميع مَن فى جهة المغارب على سعتها وامتدادها له طاعة، واجتمعت بحمد الله على دعوته الموفَّقَة الجماعة، فيخطب الآن للخلافة، بسط الله أنوارها، وأعلى منارها على أكثر من ألفى منبر وخمسمائة منبر، فإن طاعته ضاعفها الله من أول بلاد الإفرنج -استأصل الله شأفتهم، ودمَّر جملتهم - إلى آخر بلاد السوس مما يلى بلاد غانة وهى بلاد معادن الذهب، والمسافة بين الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر، وله وقائع فى جميع أصناف الشرك من الإفرنج وغيرهم قد فللت غربهم، وقللت حزبهم، وألفت جموعه حربهم، وهو مستمرٌّ على مجاهدتهم، ومضايقتهم فى كل أفق، وعلى كل الطرق، وقد استرجع كثيرًا من المعاقل التى استباحها الروم من أمور المُسْلِمِين، وسبت أهلها قبل حصول تلك الجهات فى حكم سلطانه، وكانت ثغور المُسْلِمِين بها مستضامة، وقد أعادها جده بحمد الله إلى أولها، واحترمت لحرمة المُسْلِمِين والإسلام وعزِّ سلطانه, وهذا دأبه، وهجيراه الذى لا عمل له سواه.
وعدة جيوشه إذا جمعها لحركته ستون ألف فارس, وكان أمله مواصلة الخدمة والتشريف بإنهاء أعماله، والإعلام بمناقل أحواله وأفعاله, وباحتماله على حماية دين المُسْلِمِين, وإقباله على مجاهدة المشركين، إلا أن الحائل المانع دون ذلك لاشفاته، ولم يزل محافظًا على ما هو عليه من إقامة الدعوة السعيدة, والاعتراف بجمل النعم الوافدة العديدة بفضل الله، ولقد وصل إلى ديار المشرق فى هذا العام قاضى من قضاة المغرب يعرف بابن القاسم، وذكر من حال هذا الأمير ما يؤكِّد ما ذكرته، ويؤيد ما شرحته، وأشاع القاضى المذكور ذلك بمكة، وصل الله تشريفها وتعظيمها، وذكر لى أن الروم على شفا جرف من تضييقه عليهم، وحصاره لهم، وقد تكرَّر إعلام الخادم بذلك لما تلزمه من طاعة أولى الأمر لاسيما هذا الأمير، وقد حظى بفضائل منها الدِّين المتين، والعدل المستبين، وطاعة الإمام، وابتدأ جهاده بالمحاربة على إظهار دعوته، وجميع المُسْلِمِين على

اسم الکتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست