اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 468
المبحث الخامس: ولاية العهد ووفاة معاوية رضي الله عنه: أولاً: بداية التفكير ببيعة يزيد:
يُحمَّل كثير من الباحثين، المغيرة بن شعبة، المسئولية عن بيعة يزيد بن معاوية، وذلك باعتباره العقل المدبر، وصاحب الفكرة الأولى، حين عرض على معاوية بأن يتولى يزيد الخلافة من بعده، وتكفل بالدعوة ليزيد وتهيئة أهل الكوفة لتقبل خبر اختيار يزيد لولاية العهد وكل من اتهم المغيرة بن شعبة، كان حجته في ذلك تلك الرواية التي أوردتها بعض المصادر القديمة ومفادها: أن المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ دخل على معاوية واستعفاه من ولاية الكوفة فأعفاه، وأراد معاوية أن يولي بدلاً منه سعيد بن العاص، فبلغ ذلك أحد الموالين للمغيرة، وتأثر المغيرة عند ذلك، وتمنى العودة للإمارة، فقام فدخل على يزيد وعرّض له بالبيعة، فأخبر
يزيد والده بما قال له المغيرة، فاستدعى معاوية المغيرة بن شعبة وأمره بالرجوع والياً مرة أخرى على الكوفة وأن يعمل في بيعة يزيد [1]، وأسانيد هذه الرواية ضعيفة، فسند هذه الرواية لا يشجع على قبولها أو الاستئناس بها بأي حال من الأحوال، كما أن المغيرة رضي الله عنه صحابي جليل تمّ التعريف به في موضعه من هذا الكتاب وقد توفي عام 50 هـ [2] قبل ظهور فكرة ولاية العهد عند معاوية، حيث بدأت هذه الفكرة في الظهور في عهد زياد بن أبيه على العراق وقد صرّح الطبري بأن معاوية إنما دعا إلى بيعة يزيد سنة 56 هـ [3]، فلماذا تأخر كل هذه السنين إذا كان المغيرة قد شرع في التمهيد لهذه الفكرة قبل موته [4]. [1] الإشراف في منازل الأشراف لابن أبي الدنيا صـ121 إسناد ضعيف، تاريخ الطبري (6/ 220) إسناده ضعيف جداً، تاريخ الذهبي حوادث (61 ـ 80 هـ) صـ272 إسناده ضعيف جداً. [2] تاريخ الطبري (6/ 150). [3] تاريخ الطبري (6/ 219) انظر: مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية صـ84 إلى 87. [4] مواقف المعارضة في خلافة صـ87.
اسم الکتاب : معاوية بن أبي سفيان المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 468