responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 239
طائرا، ففي تلك الساعة بعث إليه هولاكو وأحضره وكان له وهو قائم بين يديه يكلمه من أربع حجاب [1] على لسان الترجمان: ما هذا الطائر الذي أتاك؟ فقال: طائر سقط على الخيمة ثم طار، قال فما الذي قال لك وما الذي قلت له؟ فقال الخليفة: وهل يتكلم الطائر فقال له: لا بد أن تقر بالصحيح، ومن أين أتاك، وماذا قال لك، وما الذي قلت له؟ وجرى في ذلك كلام كثير ومحاورات كثيرة من جملتها، أنكم أهل سحر وهذا الطائر جاءك رسولا من بعض أعوانك، ثم جرى مع ولد الخليفة كلام كثير ما يشابه ذلك، فأمر بهما هولاكو، فأخرجا الى ظاهر العسكر، فوضعا في غرارتين وشدو عليهما، ولم يزالا يرفسان بالأرجل حتى ماتا [2] رحمهما الله تعالى. وسبوا كل من حواه قصره من نسائه وبناته [3]، واستولى العدو على ذخائر الخلافة وخزائنها وأموالها وجواهرها، ونهبت مدينة بغداد وما حوته من الأموال ما يتجاوز الإحصاء ويتعدى الاستقصاء. (108 أ) فكانت هذه الواقعة من أمرّ الوقائع فلله الأمر من قبل ومن بعد. قيل أن عدة من قتل ببغداد ما ينيف على ألفي ألف وثلاثمائة ألف وثلاثين ألف نفس [4]. وكانت خلافة المستعصم بالله ست عشرة سنة وشهورا.
وأنقضت الخلافة ببغداد وزالت أيامهم من تلك البلاد.
[الكامل]
خلت المنابر والأسرّة منهم ... فعليهم حتى الممات سلام
وأصبحت بغداد أطلالا داثرة كما قيل: [الطويل]
كأن لم تكن قصد السراج [5] ولم يكن ... بصحرتها الفيحاء حفل ومجمع

[1] كذا في الأصل.
[2] في الحوادث الجامعة ص 327: قتل الخليفة يوم الأربعاء رابع عشر صفر ولم يهرق دمه بل جعل في غرارة ورفس حتى مات ثم قتل ولده أبو العباس أحمد ثم قتل ابن الخليفة الأوسط ابو الفضل عبد الرحمن. وفي تاريخ مختصر الدول ص 272 ما يشبه ذلك ويذكر ابن كثير أنّ سبب هلاك الخليفة يعود الى ابن العلقمي وزير الخليفة والمولى نصير الدين الطوسي اللذين حرضا هولاكو على قتل الخليفة وهونا عليه الأمر. البداية والنهاية 13/ 201 وأيضا أنظر طبقات الشافعية الكبرى 5/ 114 - 115.
[3] في تاريخ مختصر الدول 271 أن عدد من أسر من نساء الخليفة وبنيه كان سبعمائة امرأة وفي جامع التواريخ ج 1 مج 2، ص 292 ما يشبه ذلك. وفي البداية والنهاية 13/ 203 ان عدد من أسر من النساء من دار الخليفة من الأبكار ما يقارب الألف.
[4] لقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد قتلى مجزرة هولاكو في بغداد، فقيل ثمان مائة ألف وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف قتيل وقيل بلغت ألفي ألف نفس. انظر: الحوادث الجامعة ص 331، النجوم الزاهرة 7/ 50، طبقات الشافعية الكبرى 5/ 115.
[5] كذا في الأصل.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست