responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
بانجادهم متى حضر بنفسه اليها، فقصدها في السنة التي تلي هذه.
وفيها ولي الوزارة [1] القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف العلائي المعروف بابن بنت الأعز عوضا عن بدر الدين السنجاري.
وفيها كتب ابن العلقمي، وزير بغداد للملك هولاكو، ملك التتار، أنك تحضر الى بغداد وأنا أسلمها لك. وكان قد داخل قلبه الكفر، فكتب اليه هولاكو، أن عساكر بغداد كثيرة، فإن كنت صادقا فيما قلته لنا وداخلا تحت طاعتنا، أعمل على تفريق عساكر بغداد، فإذا عملت ذلك حضرنا. فلما بلغ الوزير ما قاله هولاكو دخل الى أمير المؤمنين فقال له: إنّ جندك كثير وعليك كلف عظيمة، والعدو قد عاد من بلاد العجم وعندي من الرأي أنّ تعطي دستور [2] لخمس عشر ألفا من عسكرك وتوفر معلومهم (40 ب) من بيت المال، فأجابه الخليفة الى ذلك، فخرج وأعرض العساكر وتنقى منهم خمسة عشر ألف فارس، نقاوة العسكر وأعطاهم دستور [3]، ومنعهم من القيام ببغداد وأعمالها، وأخرج لهم أوراق الدستور من أمير المؤمنين، فتفرقوا في الأعمال. ثم أن الوزير بعد أشهر قلائل، دخل الى الخليفة، وفعل فعلته الأولى وأعطى دستور العشرين ألفا، وكانت هذه الخمسة وثلاثين ألف مقوّمة بمائة ألف [4]. فلما فعل ذلك كتب الى الملك هولاكو بما فعله. فلما وصل كتابه إليه وتحقق صحة قوله، ركب وسار قاصدا بغداد، وكتب الى بايجو [5] أن يتقدم بالعساكر الذين معه الى بغداد، وكتب أيضا الى سونجونجاق [6] فقدم الى بغداد وضرب خيامه. فاجتمع أكابر بغداد وتحالفوا جميعا وخرجوا الى ظاهر بغداد والتقوا مع عساكر هولاكو وتقاتلوا قتال شديد [7]، وصبروا [8] المسلمين صبر الكرام، فانكسروا [9] عساكر هولاكو وساقوا المسلمين خلف أعداء

[1] في الأصل: ولي القضاء، التصويب من السلوك ج 1 ق 2، ص 405.
[2] كذا في الأصل والصواب دستورا.
[3] كذا في الأصل والصواب دستورا.
[4] تشير أغلب المصادر التاريخية الى أنّ ابن العلقمي عمل على تفريق جند الخليفة المستعصم الذي كان قد بلغ تعداده المائة ألف قبل وفاة والده الخليفة، المستنصر بالله. أنظر: النجوم الزاهرة 7/ 48، البداية والنهاية 12/ 201، الحوادث الجامعة ص 320 - 321 وفي المصدر ذاته أيضا ص 261 اشارة الى تفريق جند الخليفة قبل غزو التتار لبغداد بعدة سنين وتحديدا في سنة 650 هـ‌ مما يؤكد أنّ مؤامرة ابن العلقمي لم تكن وليدة أسباب آنية كفتنة أهل الكرخ والرافضة التي حصلت في سنة 654 هـ‌.
[5] بايجو نوين في تاريخ مختصر الدول 270 وبايجو نويان في جامع التواريخ ج 1 مج 2، ص 281.
[6] في الأصل: كتبغا، التصويب من الحوادث الجامعة ص 320 وفي مختصر الدول ورد اسمه سونجاق نوين، وفي جامع التواريخ سونجاق نويان.
[7] كذا في الأصل، والصواب قتالا شديدا.
[8] كذا في الأصل، والصواب: وصبر.
[9] كذا في الأصل، والصواب: فانكسر.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست