responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
اتفقوا جميعا على ذلك، وحلفوا له واستحلفوا له جميع العساكر، ورتبوا الأمير سيف الدين قطز أتابكه ومدبر دولته [1]. وكان ذا بأس وشهامة وحزم وصرامة، واستمروا بالصاحب شرف الدين الفائزي في الوزارة، ثم بعد أيام مسك، وسبب ذلك أن الأمير سابق [2] الصيرفي والأمير ناصر الدين محمد بن الأطروش الكردي، أمير جاندار، شهدوا على الوزير أنه قال بعد وفاة المعز وسلطنة ولده: «أن المملكة لا تمشي بالصبيان إلا إن كان رأى يكون الملك الناصر صاحب الشام»، فعند ذلك مسك واحتيط على أمواله وأسبابه وذخائره. كان مثريا من المال وله ودائع كثيرة متفرقة فتتبعت واستخرجت من أربابها وحملت، واعتقل ثم قتل دفن في نخ [3]. وقيل إن سبب ذلك والدة المنصور زوجة المعز، واستوزر بعده الصاحب زين الدين يعقوب ابن الزبير [4].
وفيها قصد الملك المغيث [5] قصد الديار المصرية بمن معه من البحرية، فساروا وبلغ الأمير سيف الدين قطز والأمراء الخبر، فجردوا عسكرا الى الصالحية. فلما كان ليلة السبت الخامس عشر [6] من ذي القعدة تواقعوا [7] فانكسر البحرية ومن معهم من العسكر الكركي.
وأسر الأمير سيف الدين قلاون الألفي والأمير سيف الدين بلبان الرشيدي وقتل الأمير سيف الدين يلغان الاشرفي، وانهزم الباقون. ولما حصل الأمير سيف الدين قلاون في الأسر ضمنه الأمير شرف الدين قيران المعزي، وهو يومئذ أستادار السلطنة المعظمة، فأقام بالقاهرة مدة يسيرة ثم تسحب واختفى في الحسينية عند سيف الدين قلطيجا الرومي، ثم قصد التوجه الى الكرك، فزوده وجهزه الى الكرك.
وفيها حسّنوا البحرية للمغيث قصد الديار المصرية، وكاتبه بعض أمرائها وأوعده

[1] في السلوك ج 1 ق 2، ص 405 ما يشبه ذلك.
[2] سابق الدين بوزنا الصيرفي في المصدر السابق.
[3] النخ: البساط الطويل. انظر المصدر السابق ص 406.
[4] يبدو أن ابن دقماق اختلط عليه الأمر فنسب تولي الوزارة بعد مقتل الوزير شرف الدين الفائزي الى القاضي ابن الزبير والحقيقة أن ابن الزبير كان نائبا للوزير الفائزي بالوزارة استنابه لأنه كان يعرف اللسان التركي ليحفظ له مجالس أمراء الدولة، ويطالبه بما يقال عنه. انظر السلوك ج 1 ق 2، ص 404، والواقع أنّ الذي تولى الوزارة بعده كما ذكرته المصادر التاريخية هو القاضي بدر الدين السنجاري مضافا الى القضاء. انظر السلوك ص 405، النجوم الزاهرة 7/ 42.
[5] لم تشر المصادر التاريخية الى خبر توجه الملك المغيث مع البحرية الى الديار المصرية بل أنه جهزهم بما احتاجوه وسير معهم عسكره. أنظر المختصر في أخبار البشر 3/ 193، النجوم الزاهرة 7/ 45، السلوك ج 1 ق 2، ص 406.
[6] في الأصل: الخامس والعشرين، التصويب من المصادر السابقة.
[7] في الأصل: انقعوا، صححناها بما يتناسب مع المعنى.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست