responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
الشيخ عز الدين ابن عبد السلام في مبايعة الفرنج السلاح، فأفتاهم أنه يحرّم عليهم بيعه للفرنج. وتوقف عن الدعاء للملك الصالح اسماعيل على المنابر بعد الخطبة الثانية، وعوض الدعاء له بهذا الدعاء: «اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا [1] يعز فيه أولياءك [2] ويذل فيه عدوك [3]، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك»، والناس يصيحون بالتأمين والدعاء للمسلمين.
وكان الصالح اسماعيل غائبا عن دمشق، فكوتب بذلك، فورد كتابه بعزل الشيخ عز الدين واعتقاله واعتقال الشيخ أبي عمرو بن الحاجب [4] أيضا لموافقته الشيخ على الإنكار. ثم وصل الصالح اسماعيل بعد ذلك الى دمشق فأفرج عنهما، واشترط على الشيخ عز الدين أنّه لا يفتى ويلزم بيته ولا يجتمع بأحد، فسأله الشيخ أن يفسح له في صلاة الجمعة والاجتماع بطبيب أو مزيّن دعت الحاجة اليهما وفي دخول الحمام، فأذن له (49 ب) في ذلك، ثم انتزح الشيخان عز الدين وأبو عمرو عن دمشق الى الديار المصرية [5] على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، وولي مكان الشيخ عز الدين ابن خطيب بيت الآبار [6].
وفيها في ليلة الخامس والعشرين من المحرم، نزل خمس نفر من الحرامية ليلا الى مشهد السيدة نفيسة رضي الله عنها، وأخذوا منه ست [7] عشرة قنديل فضة، وكان نزولهم من الطاقات الزجاج. فظهروا [8] الحرامية المذكورين [9] من الفيّوم [10]، فأحضروهم الى مصر في رابع صفر وصحبتهم القناديل، فاعترف أحدهم بأنه هو الذي نزل وأخذ القناديل وأبرأ الباقين، فشنق على خشبة في عاشر صفر قبالة المشهد، وأقام مدة متطاولة وعملت جثته في فرد [11] حتى صار عظاما.

[1] ابرام رشد، في السلوك ج 1 ق 2 ص 304.
[2] في الأصل: وليتك، التصويب من المصدر السابق.
[3] وتذل فيه أعداءك، في المصدر السابق.
[4] هو أبو عمر عثمان بن عمر أبي بكر ابن يونس الدّوني ثم المصري الفقيه المالكي المعروف بابن الحاجب الملقب جمال الدين، توفي بالاسكندرية سنة 646 هـ‌ / 1248 م، راجع ترجمته في وفيات الأعيان 3/ 248.
[5] حول رحيلهما الى الديار المصرية، انظر مفرج الكروب 5/ 303.
[6] في ذيل الروضتين ص 170: «تولي الخطابة بجامع دمشق والتدريس بالزاوية الغربية خطيب بيت الآبار عماد الدين داوود بن عمر بن يوسف المقدسي الشافعي».
[7] كذا في الأصل والصواب ستة عشر.
[8] كذا في الأصل والصواب فظهر.
[9] كذا في الأصل والصواب المذكورون.
[10] فقبض عليهم من الفيوم، في السلوك ج 1 ق 2 ص 306، والفيوم موضع بمصر. أنظر معجم البلدان 3/ 33.
[11] كذا في الأصل، وفي السلوك: وترك مدة متطاولة على الخشب حتى صار عظاما.
اسم الکتاب : نزهة الأنام فى تاريخ الإسلام المؤلف : ابن دُقْماق، صارم الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست