responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نيل الأمل في ذيل الدول المؤلف : المَلَطي، زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
مملكة تلمسان، وقدّم له تحياته وأسفه على ما حدث له، وأوصى مشرف وهران بحسن معاملته [1].
وفي يوم 29 من شهر صفر سنة 871 هـ‌، ورد إلى ساحل وهران شونة كبيرة للفرنج الجنويّة برسم الاتجار بالجوخ قادمة من المحيط، فأبحر فيها يوم 11 من ربيع الأول إلى تونس، مرورا ببجاية، بعد أن أخذ زوجه وأهله، ووصل إلى ميناء تونس يوم العشرين من الشهر، وبقي في المركب ولم ينزل إلى البرّ حيث أقلعت بعد أربعة أيام إلى طرابلس الغرب [2]، ودخل ميناءها في أواخر جمادى الأول، وأقام بها مدّة [3]، إلى أن تجهّز للحج فخرج مع القافلة على طريق برقة، مجتازا بمسراته في شهر شعبان، ووصل إلى الإسكندرية ليلة الأحد عند رؤية هلال شهر رمضان [4]، ثم دخل القاهرة في 7 ذي القعدة، فوجد أنّ والده قد غادرها للحج [5]، فألغى سفره، وظلّ مقيما بها حتى وفاته.
* * *

هذه كانت سيرة المؤلّف ورحلته الحافلة بالأحداث كما سطّرها بيده في تاريخه الكبير «الروض الباسم» في مواضع متفرّقة منه، وقد ضاع منها سنوات رحلته مع والده من القاهرة إلى طرابلس الشام فيما ضاع من المخطوط. وبما توفّر لدينا من سيرته يمكن أن نذكر أسماء البلاد التي طوّف بها، سواء مع والده أو بمفرده، فبعد ولادته بملطية أخذه معه أبوه إلى القاهرة، ثم أعاده معه إلى ملطية، وانتقل معه إلى حلب، ثم إلى الخليل، وبيت المقدس، ودمشق، وحجّ معه إلى مكة المكرّمة، وعاد إلى قطيا، ودمشق، وطرابلس حيث أقام فيها أكثر من خمس سنوات، ثم عاد إلى دمشق، ومنها إلى القاهرة، وبعد ذلك انفرد بالرحلة اعتبارا من منتصف شهر ربيع الأول سنة 866 هـ‌. فرحل إلى صعيد مصر، ثم انتقل إلى الإسكندرية، ومنها إلى مدينة تونس، ثم جزيرة جربة، وطرابلس الغرب، وقابس، والقيروان، وعاد إلى تونس، ومنها إلى تلمسان، وباجة، وقسنطينة، وبجاية، والجزائر، ومازونا، وقلعة هوّارة، والبطحاء، وتلمسان للمرة الثانية، ووهران، ثم تلمسان ثالثة، ومنها إلى مالقة، ويكش، والجامة، وغرناطة، ومنها عاد إلى مالقة، ووهران وبجاية، وتونس وطرابلس الغرب، ومسراته، وبرقة، والإسكندرية، والقاهرة، وبها استقرّ حتى وفاته، فيما استقرّ أبوه في طرابلس إلى أن توفي ودفن فيها كما تقدّم.
وكان المؤلّف يلتقي بالعلماء والشيوخ والمدرّسين في رحلاته فيأخذ عنهم ويحضر مجالسهم كما تقدّم، فتنوّعت علومه بين اللغة، والفقه، والحديث، والمنطق، والتاريخ،

[1] الروض الباسم 3 / ورقة 115 ب.
[2] الروض الباسم 3 / ورقة 129 ب، 130 أ.
[3] الروض الباسم 3 / ورقة 132 أ.
[4] الروض الباسم 3 / ورقة 132 ب - 133 ب.
[5] الروض الباسم 3 / ورقة 135 ب.
اسم الکتاب : نيل الأمل في ذيل الدول المؤلف : المَلَطي، زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست