اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 862
ب- أسلوب الاستهزاء والتهكم: في الجهود الدعوية الموجهة إلى النصارى في عصر الحروب الصليبية كثر استخدام هذا الأسلوب من قبل بعض العلماء وربما كان من أسباب ذلك ما صدر من بعض النصارى ورجال دينهم من كلمات فيها شيء من السخرية والتهكم سواء في كتاباتهم أو مناقشاتهم أو مناظراتهم مع المسلمين وذلك تجاه الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم كتداول رسالة ابن غرسيه في الأندلس، والقصيدة التي قيلت على لسان ملك الروم في سب الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وتداولها في هذه الفترة في الأندلس، وعبارات الحقد والسب والاستهزاء في كتابات بعض مؤرخيهم ورجال دينهم كفوشيه شارتر، وإشارة أحد القساوسة في رسالته لأبي عبيدة الخزرجي إلى كثرة مؤلفات النصارى التي تطعن بالإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وتستخف بهما ومن مظاهر استخدام هذا الأسلوب من قبِل بعض العلماء المسلمين في هذه الفترة تجاه النصارى ما جاء في ثنايا مناقشة نصر بن يحي المتطبب لبعض عقائد النصارى من عبارات الاستهزاء بعقولهم والاستخفاف بحججهم وطريقة استدلالهم كقولهم: ليس لاعتقادهم أصل يعول عليه، ولا برهان يستند إليه، قد اقتدوا بقوم لا يعقلون واغتروا بجهال لا يفقهون [1]. وقوله: .. لكني أقول: لا إله إلا الله تعجباً منكم يا ذوي العقول الضعيفة كيف تعتقدون الألوهية في إنسان لا يقدر على تخليص نفسه من الأعداء .. فأين قدرته أيها الغافلون؟ وأين تمكنه أيها المبطلون؟ بئس والله ما تعتقدون، إنما أنتم في طغيانكم تعمهون حدتم عن الرشاد، وسلكتم طريق العناد، وكفرتم بالرحمن واتبعتم سنن الشيطان [2] ومن مظاهر استخدام هذا الأسلوب لدى القرافي في مناقشته لبعض عقائدهم قوله: .. [1] النصيحة الإيمانية ص 52. [2] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 528).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 862