responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 861
أ- أسلوب الترهيب: ومن ذلك مثلاً ما كان يتخلل به القرطبي نقاشه وردوده على القسيس صاحب كتاب تثليث الوحدانية من تخويف له بالنهاية السيئة إذا مات على معتقده وترهيبه باليوم الآخر وعند الوقوف للحساب، وذلك كقوله للقسيس بعد تفنيد بعض ما أورده في كتابه من عقائد كفرية: .. وإذا انتهى إنسان إلى هذه المخازي فقد كفر بموسى، وبإله موسى - نعوذ بالله من أنظار تقود في الدنيا إلى الفضيحة والعار وفي الآخرة إلى الخلود في عذاب النار [1] وفي موضع آخر وبعد مطالبته القسيس الاستعداد للحساب وذلك بالتوبة عن تأليه عيسى واعتقاد نبوّته، خوّفه بعاقبة إصراره على اعتقاده في ذلك اليوم: فكأني والله بك إن مت على ما أنت عليه يؤخذ بناصيتك وقدمك، وتحيط بك ملائكة ربك "ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" (التحريم، الآية: 6) فتنادى فتقول: يا عيسى، يا سيدي، يا إلهي يا ولد الله، فيقول لك: كذبت ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، ولست بإله، ولم أقل لك كذلك .. فكيف ترى خجلتك بين يديه .. فذلك المقام لا ينفعك فيه ملك مقرب ولا نبي مُرسل إلا مما قدمت يداك من حسن إيمان وصالح عمل، .. فإن الملائكة والنبيين لا يشفعون إلا لمن ارتضى رب العالمين، فالله الله. انظر في خلاص نفسك لتجني ثمار غرسك [2].

[1] المصدر نفسه (2/ 524).
[2] الإعلام بما في دين النصارى والأوهام ص 123.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 861
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست