اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 845
فإذا انتفت هذه الاحتمالات التي يمكن أن تكون علة للتجسد انتفى معها حدوث التجسد الذي يدعيه النصارى ومن ثم بطلت هذه العقيدة التي يدينون بها ولم يبق لهم مستند فيها إلا الكذب بعد تهافت حججهم عليها [1] وفي مفاوضات صلاح الدين مع ريتشارد قلب الأسد عن طريق أخيه الملك العادل بين الملك الإنجليزي لرسول الملك العادل أن ما جاء به بجحافله من بلاده إلا ثلاثة أمور إذا تحققت له رجع وترك بلاد المسلمين، وهذه الأمور هي القدس والصليب والبلاد التي زحف عليها المسلمون بعد معركة حطين ولما عُرض ذلك على صلاح الدين كان رده على دعاوي الملك الإنجليزي وهو رحمه الله يقود الجيوش الإسلامية للوقوف في وجه أطماعه - رداً عقلياً يفند ادعاءاته وحججه التي تعلق بها في قدومه للبلاد الإسلامية موضحاً أن لا حجة له على الحقيقة تدعوه إلى القدوم والاعتداء على المسلمين وأن الأولى أن يعود من حيث أتى، فمن خلال أسلوب السبر والتقسيم حصر صلاح الدين دعاوي الملك الإنجليزي وفندها، ففيما يختص بالقدس بين - رحمه الله تعالى - مكانته لدى المسلمين بكونه مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ولن يوافق أي مسلم على التنازل عنه فلا مجال للخوض في أمره، وفيما يختص بالبلاد التي زحف عليها المسلمون بعد معركة حطين فهي في الأصل للمسلمين واستيلاء النصارى طارئ عليها لضعف من بها من المسلمين، فلا حق على ذلك لهم فيها، والصليب الذي يطالب به النصارى غنمه المسلمون منهم لما قدموا للبلاد الإسلامية محاربين للمسلمين، فكيف يفرط به المسلمون وهو بهذه المنزلة لدى النصارى الذين هم في الوقت نفسه معتدون عليهم؛ ولذلك فلا يكون التنازل عنه إلا لمصلحة ظاهرة للإسلام ([2])، [1] المصدر نفسه (2/ 496). [2] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 500) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 845