responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 844
أ- أسلوب السبر والتقسيم: والسبر والتقسيم في الاصطلاح هو أن يحصر المعترض جميع الأوصاف المناسبة للحكم في الأصل ثم يبين إلغاءها وعدم صلاحيتها للتعليل [1] وقد كان هذا الأسلوب العقلي من أبرز الأساليب وأكثرها استخداما من قبل العلماء المسلمين في نقاشاتهم وحواراتهم ومناظراتهم مع النصارى في عصر الحروب الصليبية، وذلك لما يتميز به من شمولية في تتبع الاحتمالات والاعتراضات التي يمكن أن يتعلق بها النصارى وإبطالها وذلك في القضايا التي كانت مدارالنقاش والبحث بين الفريقين ومن الأمثلة على استخدام هذا الأسلوب مع النصارى إبطال الخزرجي في مناقشته لقسيس طليطلة حجة هذا القسيس على تجسيد الله في شخص المسيح، حيث ذكر هذا القسيس أن علة تجسد الله في شخص المسيح هي من أجل أن ينزل إلى الأرض ويكلم الخلائق بدون واسطة حتى تنقطع حجتهم [2]، فأبطل الخزرجي هذه الحجة من خلال السبر والتقسيم بأن حصر الاحتمالات التي يمكن أن يكون من أجلها نزل الإله إلى الأرض متجسداً في شخص المسيح وبين عدم صحتها، الأمر يهدم أساس هذه العقيدة التي يدين بها النصارى، فلا يخلو بسبب هذه العقيدة التي يدين بها النصارى، فلا يخلو سبب هذا التجسد من أن الله تعالى عما يقولون علواً كبيراً لم يحط علمه بما فعله أنبياؤه فهبط ليطلع على فعلهم وهذا محال، أو كان الأنبياء متهمين بمخالفة أمره سبحانه عمداً فلم يؤدوا أمانة التبليغ وهذا محال، أو أنهم عجزوا عن أداء ما حُمَّلوا وضعفوا عن إظهار ما يؤكد صدقهم فنزل مؤيداً لهم وهذا محال ([3]

[1] شرح مختصر الروضة (3/ 492).
[2] مقامع الصلبان ومراتع رياض أهل الإيمان ص 496.
[3] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 496) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 844
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست