responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 805
6 - انتقادهم الطلاق في الإسلام: في كتاب لأحد القساوسة النصارى في الأندلس بعث به إلى المسلمين من مدينة طليطلة إلى قرطبة ينال فيه من الإسلام بما أورده من شبهات فيه، كان من ضمنها انتقاده للطلاق في الإسلام، وكيف أنه إذا بانت المرأة من زوجها لا يحل له أن يراجعها إلا بعد أن تنكح زوجاً غيره وأن ذلك من الأمر بالزنا وهو مخالف لقول المسيح: لا ينبغي للرجل طلاق زوجته إلا أن تزني، وإن زنت فعلاً فلا يحل له مراجعتها، ومن طلق امرأته فقد جعل لها سبيلاً إلى الزني - أعني من طلقها بدون سبب - ومن زوج مطلق فهو فاسق بها [1]. وقد رد القرطبي على هذا القسيس مبيناً أن عدم قبوله للطلاق إما يكون من جهة العقل أو من جهة الشرع، فإن كان من جهة العقل فإن العقل لا يحيل وقوع الطلاق، وإذا كان الأمر كذلك فكيف ينبغي لمن ينتسب إلى العقل أن ينكر نبّوة من قامت الأدلة القاطعة على صدقة من حيث إنه حكم بشيء يصح في العقل أن يوجد، وإن كان عدم قبوله من حيث إنه ممنوع من جهة الشرع، فإما أن يكون من جهة الشرائع كلها أو من بعضها، والأول باطل ففي التوراة التصريح بالطلاق والثاني جائز لجواز اختلاف الشرائع في بعض الأحكام لما يعلمه الله من اختلاف الأحوال والمصالح [2]، ثم وضح القرطبي بعض المصالح التي لا تكون إلا بالطلاق والتي لا سبيل لعلاجها في الحياة الزوجية إلا به [3].

[1] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 216.
[2] المصدر نفسيه ص 222.
[3] المصدر نفسه ص 222.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 805
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست