اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 794
وقال البغوي في معنى الآية: أي ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم، لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى البيع والصوامع وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد [1] وأما وجه تقديم الصوامع والبيع على المساجد فوضح القرافي أن ذلك ليس لأفضليتها بل على العكس، فتأخيرها لأفضليتها ومكانها نظير قول القائل: فلان يغالب المائة والألف [2]، وقولهم: لا أبخل عليك بالدرهم والدينار فالترتيب من الأدنى إلى الأعلى، وتأخير المسجد لشرفها، وأن هدمها أعظم من هدم غيرها [3]، ووضح الرازي سبب تقديم الصوامع والبيع في الذكر كما في قوله تعالى: "ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله" [4] وزاد القرافي أن هذه الآية خصت المساجد بمزيد فضل، إذ بينت أنه يذكر اسم الله فيها كثيراً، حيث أن الضمير في اللغة العربية يعود إلى أقرب مذكور وأقرب مذكور في الآية إلى هذا الوصف هو المساجد [5] ووضح القرطبي أن من أسباب تقديم مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين أنها أقدم بناء من المساجد [6]، وأما ما يتعلق بتعظيم القرآن للإنجيل كما في قوله تعالى: "فإن كذبوك فقد كُذّبَ رسل من قبلكَ جاءو بالبيانات والزبر والكتاب المنير" (آل عمران، آية: 184) فقد بين القرافي أن "أل" لاستغراق الجنس إشارة إلى جميع الكتب المنزلة المتقدمة [7] أي الكتب النيرة بالبراهين والحجج [8]، والمقصود بها الكتب المنزلة لا المبدلة التي بأيدي النصارى إذ هي غاية الوهن والضعف وسقم الحظ والرواية والقطاع السن بحيث لا يوثق بشيء منها (9) [1] معالم التنزيل للبغوي (5/ 389). [2] دعوة المسلمين للنصارى (1/ 323). [3] الأجوبة الفاخرة ص 18 - 19. [4] تفسير الرازي (12/ 36 - 37). [5] الأجوبة الفاخرة ص 18 - 19. [6] الجامع لأحكام القرآن (6/ 49). [7] الأجوبة الفاخرة ص 21. [8] دعوة المسلمين للنصارى (1/ 324).
(9) الأجوبة الفاخرة ص 21 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 794