responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
إن حوادث الخلاف والمنازعات الداخلية بين أبناء البيت الأيوبي - حول تقسيم التركة التي خلفها صلاح الدين - لتملأ معظم تاريخ الدولة الأيوبية، ويرجع ذلك إلى تطبيق مبدأ اعتبار المملكة إرثا خاصاً يقسم أنصبة متساوية وغير متساوية بين أبناء البيت المالك، كما يرجع إلى صلاح الدين نفسه، الذي فضل أبناءه، وأثرهم على أخيه العادل على الرغم من أنه أقدر القادرين على امتلاك ناصية الدولة بعده، فبينما حرص صلاح الدين على أن تكون أهم أقاليم المملكة لأبنائه، عين أخاه العادل على أطراف مبعثرة مثل الكرك والشوبك، على أن عوامل الانقسام والشقاق ما لبثت أن دبت بين أبناء صلاح الدين أنفسهم كما رأينا ولقد انتهز العادل تلك الفرصة ورأى أن يجمع هذا الشتات تحت إمرته، فلم يتردد في فرض سلطانه على مصر إلى جانب أملاكه في الشام، وهكذا لم يمضي على وفاة صلاح الدين سوى سبع سنوات حتى طوى العادل معظم أولئك الأبناء فحل محلهم في دولة موحدة [1]، وقد سلك العادل في سبيل تحقيق هذا الهدف الطرق المشروعة وغير المشروعة، ولم يعدم وسيلة إلا اتخذها، مادمت توصله إلى مأربه وتظهر لنا سياسته بوضوح في تصريحه الخطير الذي ألقاه على من حوله من أمراء الدولة الأيوبية بمصر، مبرراً خلعه الملك منصور بن العزيز بن صلاح الدين: إنه قبيح بي أن أكون أتابك صبي مع الشيخوخة والتقدم والملك ليس هو بالإرث وإنما هو لمن غلب [2].

[1] قيام دولة المماليك الأولى في مصر د. أحمد العبادي ص 88.
[2] المغول في التاريخ ص 87، السلوك (1/ 155).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست