اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 78
ويعتبر النزاع الداخلي في الأسرة الأيوبية من أسباب ضعفها واضمحلالها وزوالها، فمن سنة الله تعالى في الشعوب والأمم وأسباب زوالها وهلاكها الاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا، وفي رواية "فأهلكوا" [1]. وعند ابن حيان عن ابن مسعود رضي الله عنه: فإنما أهلك من كان قبلكم الاختلاف [2]. إن من الدروس المهمة في هذه الدراسة التاريخية أن نتوقى الهلاك بتوقي أسباب الاختلاف المذموم، لأن الاختلاف كان سباباً من الأسباب التي ساهمت في ضياع الدولة الأيوبية وكان لهذا الاختلاف الذي وقع في البيت الأيوبي أسبابه منها: الوازع الديني عند بعض أمراء الأيوبيين والأناينة وحب الذات والتكالب على المصالح الدنيوية، والتناحر من أجلها، والحرص على السلطان والجاه والمناصب وتحكيم بعض الملوك أهواءهم في الأمور، فهذه الأسباب كانت وقوداً للمنازعات والخلافات التي وقعت بين أفراد البيت الأيوبي، فكانت من أكبر معاول الهدم وأسباب الضعف وتلاشي الدولة وقصر عمرها وقد استقرأ هذه الحقيقة ابن خلدون حيث ذكر أن من آثار الهرم في الدولة انقسامها وأن التنازع بين القرابة يقلص نطاقها كما يؤدي إلى قسمتها ثم اضمحلالها [3]. [1] صحيح البخاري يشرح العسقلاني (9/ 101، 102). [2] المصدر نفسه (9/ 102) الدولة الأموية للصَّلاَّبي (2/ 582). [3] العبر (1/ 517) الضعف المعنوي وأثره في سقوط الأمم ص 118.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 78