أولاً: أهمية دعوة النصارى إلى الإسلام:
يمكن أن نبرز أهمية دعوة النصارى خاصة من خلال النقاط الآتية:
1 - توجيه الخطاب في القرآن في كثير من الآيات لأهل الكتاب وتخصيصهم في ذلك أمراً لهم بالتوحيد أو الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأو بياناً لتحريفهم الكلام عن مواضعه أو رداً على
شبههم أو غير ذلك ومن هذه الآيات قوله تعالى: قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" (آل عمران، آية: 64) وقوله تعالى: ياأهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل" (آل عمران، آية:71) إلى غير ذلك من الآيات ولا شك أن النصارى من أهل الكتاب.
2 - حث القرآن على مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن كما قال تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتَّي هي أحسن" (العنكبوت، آية: 46) - بالجميل من القول وهو الدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه [2]، وذلك تقديراً لما عندهم من بقية أثر الرسل (3)
3 - تخصيص القرآن للنصارى وتوجيه الخطاب لهم وذلك في قوله تعالى: "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه " (المائدة: الآية: 47)، قيل: هذا أمر للنصارى الآن بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم [4].
4 - تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب في كثير من الأحاديث دعوة لهم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار [5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم [6]. [1] المصدر نفسه (1/ 56 إلى 61). [2] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 64).
(3) المصدر نفسه (1/ 64). [4] الجامع لأحكام القرآن (3/ 136). [5] مسلم رقم 153. [6] البخاري رقم 97.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 711