اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 59
ما أنت إلا مُهجتي وهي التي ... أحيا بها فترى عليها أغضب
أنت البريء من الإساءة كلَّها ... ولك الرضى وأنا المسئ المذنبُ
وقال لزين الدين هذا المولى الملك المنصور إن كان قدر صدرت منه هذه الزلة الواحدة فله من الحسنات ما يمحوها ويمحقها:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع
ثم حلف الملك المنصور، ووقعت الوُصلة بعد ذلك بين الملك المنصور وعمه الملك العادل، فتزوج ابنته عصمة الدين ملكة خاتون والدة الملك المظفر [1] رحمه الله وفي هذه السنة 596هـ وصل إلى مصر الأمير شمس الدين محمد بن قِلج، ونظام الدين محمد بن الحسين الأصفهاني - وزير الملك الظاهر - رسولين منه إلى الملك العادل في أن يحلف للملك الظاهر على مابيده من البلاد ويقيم الملك الظاهرُ على ما بيده من البلاد ويقيم الملك الظاهرُ للملك العادل بحلب الخطبة والسكَّةٍ، فركب الملك العادل إلى لقائهما وأكرمهما إكراماً تاماً، وقررَّ الملك العادل للملك الظاهر على ما بيده وحلف له عليه وألزمه خمسمائة فارس تكون في خدمة الملك العادل في كل سنة من خيار عسكر حلب فرجع الرسولان إلى الملك الظاهر، فأقيمت الخطبة والسِكّة بحلب وبلادها للملك العادل [2].
9 - وفاة الحاجب لؤلؤ في عام 596هـ:
توفي في هذا العام الحاجب لؤلؤ، وكان في الأيام الصلاحية أشجع الشجعان وأفرس الفُرسان، وله مقامات في الغزاة، ومواقف مع العُدَاة، وهو الذي نهض وراء مراكب الفرنج النّاهضة في بحر أَيْلَة إلى بَرَّ الحجاز، وأتى في كسرهم وأسرهم بالإعجاب والإعجاز وكانوا قطعوا الطريق في بحر عيذاب على التجار وحصلت أموالهم تحت الاستيلاء بعد حصولهم تحت الإسار فأنقذ واستنقذ، وما نزل حتى أخذ، وساق إلى القاهرة أولئك الكُفَّار مقهورين واعتقلهم بها مأسورين. [1] مفرج الكروب (3/ 114). [2] المصدر نفسه (3/ 115).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 59