اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60
وقد قال فيه الرَّضي بن أبي حِصينه المِصري يخاطب الفرنج
عَدوُّكم لؤلؤ والبحر مَسْكنُةُ ... والدُّرُّ مُذ كان منسوبٌ إلى النُحُرِ (1)
وقال العماد الأصفهاني: ومن دلائل سماحه ما شاهدته بالقاهرة في سنة إحدى وتسعين من مبَّراته الظَّاهرة أنه لما حطَّ القَحْط رَحْلهَ ووصل المَحْلُ مَحَلَّه، وتمَّ الغلاء، وعمّ البلاء، ابتكر هذا الحاجب الكبير مَكْرُمة لم يُسبق إليها، وذلك أنهَّ كان يَخبزُ كل ليلةٍ اثني عشر ألف رغيف، فإذا أصبح جلس على باب الموضع الذي فيه حُشِرَ الفقراء ثم يفتح من الباب مقدار ما يخرج منه واحد، ويعلم أنه غير عائد، فيتناول كلُّ منهم قُرصَة ويرى ذلك من خيراته فُرصة، فما يزال قاعداً حتى يفرق الألوف على الألوف وكان هذا دابه في هذا الغلاء حتى هبَّ رخاءُ الرخاء، فحينئذ تنّوعت صدقاته، واستغرقت بالصَّلات أوقاته وكان بهيَّ الشَّيب نقيَّ الجيب، قد جعل الله البركة في عمره، وخصَّه مُدَّة حياته بإمرار أمره، فأنجده في أوان ضعفه بتضعيف برَّه [2].
(1) كتاب الروضتين (4/ 466). [2] المصدر نفسه (4/ 467).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60