responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
أحضر الأمر وقال لهم: إنه قبيح بي أن أكون أتابكاً مع الشيخوخة والتقدم، مع أن المُلْكَ ليس هو بالميراث وإنما هو لمن غلب، ولقد كان يجب أن أكون بعد أخي السلطان الملك الناصر - رحمه الله - صاحبَ الأمر، غير أني تركتُ ذلك إكراماً لأخي ورعاية لحقه، فلما حصل من الاختلاف ما حصل خفت أن يخرج المُلْكُ من يدي ويد أولاد أخي، فمشًّيت الأمر إلى آخره، فلم أرَ الأمر يصلح إلا بقيامي فيه ونهوضي بأعبائه ولما ملكت هذا البلد وطنَّت نفسي على القيام بأتابكية هذا الصبي حتى يبلغ أشدَّه، فرأيت العصيان غير مقلعة والفتى ليست زائلة فخشيت أن يطرأ عليَّ ما طرأ على الأفضل، ولا آمن أن يجتمع جماعة ويطلبون إقامة آخر، وما أعلم ما يكون عاقبة ذلك وأنا أرى أن هذا الصبي يمضي إلى الكتُّاب وأقيم له من يؤديه ويعلمّه فإذا بلغ أشده نظرت في أمره وقمت [1] بمصالحه. ولما استقر المُلُك بمصر للملك العادل استدعى أبنه الملك الكامل ناصر الدين محمداً من الشرق وجعله نائباً عنه بالديار المصرية ولم يزل الملك الكامل ينوب عن أبيه بالديار المصرية إلى أن توفي أبوه وذلك قريب من عشرين سنة واستقل بالملك بعده عشرين سنة وكسراً فملكها نائباً ومستقلاً قريباً من أربعين سنة [2].

8 - دخول الملك المنصور صاحب حماة تحت سيادة العادل:
أرسل الملك المنصور - صاحب حماة - إلى عمه الملك العادل يعتذر إليه من مساعدته الأفضل والظاهر ويطلب رضاه عنه، وكان رسوله إليه زين الدين المعروف "بالمهيطليّة" فلما قدم عليه تلقاه بالترحيب والإكرام وخلع عليه وأحسن إليه، وأظهر الرضى عن الملك المنصور وكتب إليه هذه الأبيات الشعرية:
أتظننى من جَفْوَةٍ اتعتّبُ ... قلبي عليك أرقُّ مما تَحْسَبُ
لا يوُحِشَنَّك ما جنيت فتنثني ... مُتَجَنَّياً وهواك لا يُتجنَّبُ

[1] المصدر نفسه (3/ 111).
[2] المصدر نفسه (3/ 113).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست