اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 57
7 - استقلال الملك العادل بالسلطنة الأيوبية: أصبح الملك العادل أتابكا لابن الملك العزيز، المنصور، ولكنه بعد مدة قصيرة كان قد أحضر جماعة من الفقهاء والقُضاء والولاة وقال لهم قول المستفتي المستثير: هل تصح ولاية الصغير؟ فقالوا: هذا مولىَّ عليه فلا يلي، وغيابات الحوادث بنظره لا تنجاب ولا تنجلي فقال فهل يجوز للمولّى الكبير أن ينوب عنه إلى أن يكبر، ويرتب الأمور بحكم النَّيابة ويدبر؟ فقالوا: إذا كانت الولاية غير صحيحة فلا تصح النيابة ومن رآه صواباً أخطأ به الإصابة لاسيما في السلطنة التي هي خلافة الخليفة، فلا حق منها إلا للكبير الذي يعيَّنُ على الحقيقة، وجرى منهم في هذا المعنى الإمعان فلما عرف الشرع أحضر الأمراء، والتمس منهم الطاعة والسمع، وخاطبهم في اليمين له والميثاق وألزمهم بالوفاء والوفاق ... وقال لهم: قد علمتم ما هو الواجب من التظافر على حفظ ثغور الإسلام وتدبير الممالك بمصر والشام وما هذا أمر يناط بالصبيان أو يُحاط بغير ذي القدرة والسلطان فأذعنوا وأطاعوا وحصل الإئتلاف ورفع الخلاف (1)
(1) كتاب الروضتين (4/ 460، 461) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 57