اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 575
ومن الطريف أنه عندما ترك لويس التاسع وجيشه على تونس في 1270م/668هـ وهي الحملة - التي تسمى الثامنة - قال شاب من أهل تونس اسمه أحمد بن إسماعيل الزيات:
يا فرنسيس هذه أخت مصر ... فتأهب لما إليه تصير
لك فيها دار ابن لقمان قبر ... وطواشيك منكر ونكير (1)
ففي هذين البيتين تذكير، لما لاقاه لويس التاسع في مصر من هزائم وضائقات، كما كان هذا فألا حسناً، فإنه مات وهو على محاصرة تونس [2].
تاسعاً: مقتل تورنشاه وزوال الدولية الأيوبية:
تبيانت الآراء واختلف المؤرخون حول شخصية تورانشاه، وتعددت أسباب قتله في نظرهم ولكنهم اجتمعوا على قتله على يد مماليك أبيه البحرية [3]، ويرى الدكتور قاسم عبده قاسم: بالرغم من الانتصار الإسلامي الرائع على الحملة الصليبية فإن السلطان الأيوبي تورانشاه كان إخفاقاً أيوبياً جديداً مهد الطريق أمام نهاية الدولة الأيوبية وصعود الدولة الجديدة التي شادها المماليك، لقد فشل تورانشاه في الاستجابة للتحديات التي كانت تفرضها الظروف التاريخية وبدلاً من تكريس جهوده لتوحيد المسلمين للقضاء على الخطر الصليبي تماماً، بدأ يدبر للتخلص من "شجرة الدر" وكبار أمراء المماليك [4] وقد ذكر المؤرخون مجموعة من الأسباب أدّت لقتل تورنشاه منها:
1 - أن هؤلاء المماليك خدموه أتم خدمة وانتظروا مجازاتهم واعتقدوا أنه سيملأ فراغ والده ولكنه قدم أمراءه وتوعد مماليك أبيه - الذين رباهم كأولاده - وقطع أخبارهم ونهب أموالهم ولم يعمل بوصية أبيه تجاهم [5].
(1) فوات الوفيات (1/ 84 - 85) العدوان الصليبي ص 264. [2] خطط المقريزي (1/ 223) العدوان الصليبي ص 265. [3] الخطط (2/ 236) النجوم الزاهرة (6/ 364). [4] في تاريخ الأيوبيين والمماليك ص 148. [5] الجواري والغلمان في مصر ص 408، كنز الدرر (7/ 381).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 575