اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 572
11 - ضعف الروح الصليبية: لقد عجل موت لويس التاسع - بضعف - الروح الصليبية، ويمكن الاستدلال على هذا الفتور الذي طرأ على الحركة الصليبية من قصيدة كتبها شاعر فرنسي معاصر لأحداث تلك الفترة يدعى رتبوف، يقول فيها إنه من الحماقة أن يخاطر الإنسان في حرب دينية خارج بلاده، طالما كان بوسعه أن يتصل بالله في وطنه ويعيش في نعمة وسلام، ويسخر الشاعر في القصيدة من رجال الدين الذين جعلوا من الحروب الصليبية وسيلة لابتزاز الأموال، ويعلق الكاتب جوستاف ماسون، من علماء أواخر القرن التاسع عشر للميلاد، على هذه القصيدة، بأن الشاعر كان يعبر تعبيراً صادقاً عن موقف ذوي التعقل في ذاك العصر [1]، وهكذا زال أمل الإمارات اللاتينية بالشام في أية مساعدة يقدمها لها أهل الغرب الكاثوليكي حتى يمكنها الدفاع عن نفسها وصد هجمات المسلمين وما لبثت بعد ذلك بفترة وجيزة حتى تقلص ظلها ثم زالت في نهاية الأمر [2]، على يد المماليك كما سيأتي تفصيله في كتابنا القادم بإذن الله تعالى في بيان جهود المماليك للتصدي للمشروع المغولي والوجود الصليبي في ديار الإسلام. ثامناً: ما قيل من شعر في هزيمة الحملة الصليبية السابعة:
بعد أن انتصر المسلمون على الحملة الصليبية السابعة واعتقل لويس التاسع في دار ابن لقمان سنة 648هـ ووكل به خادم يسمى صبيحاً، قال ابن مطروح أبو الحسن يحي بن عيسى بن إبراهيم بن مطروح وهو من شعراء عهد الملك الصالح أيوب هذه القصيدة:
قل للفرنسيس إذا جئته ... مَقَال صْدقٍ من قؤول فصيح
آجَرَكَ الله على ما جَرىَ ... من قَتْل عُبَّادِ يسوغ المسيح
قد جئتَ مِصراً تبتغي أخذها ... تحسب أن الزَّمْرَ يا طَبْلُ ريح
فساقك الحين إلى أدهم ... ضاق به عن ناظريك الفسيح
رُحْتَ وأصحابك أودعتهم ... بقُبح أفعالِك بظن الضَّريح
خمسون ألفاً لا يُرى منهم ... إلا قتيل أو أسير جريح [1] المصدر نفسه ص 282. [2] العدوان الصليبي على مصر ص 282.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 572