responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 531
وكان ملكاً شجاعاً حازماً مهيبا، لشدة سطوته وفخامته، مع غزة النفس وعلو الهمة، وكثرة الحياء وطهارة الذيل عن الخنا وصيانة اللسان من الفحش في القول، والإعراض عن الهزل والغيث بالكلية وشدة الوقار ولزوم الصمت، حتى إنه كان إذا خرج من عند حرمه إلى مماليكه، أخذتهم الرعدة عندما يشاهدونه - خوفاً منه - ولا يبقى أحد منهم مع أحد وكان إذا جلس مع ندمانه كان صامتاً، لا يستفزه الطرب ولا يتحرك وجلساؤه كأنما على رءوساهم الطير، وإذا تكلم مع أحد من خواصه، كان ما يقوله كلمات نزره وهي في غاية الوقار، وتلك الكلمات لا تكون إلا في مهم عظيم، من استشاره أو تقدم بأمر من الأمور المهمة، لا يعدو حديثه قط هذا النحو، ولا يجسر ابتداء البتة، ولا أنه جسر على شفاعة ولا مشورة ولا ذكر نصيحة، مالم يكن ذلك بابتداء من السلطان، فإذا انفرد بنفسه لا يدنو منه أحد [1]، ولم يُسمع منه قط في حق أحد من خدمه لفظة فخشي، وأكثر ما يقول إذا شتم أحداً: "متخلف"، ولا يزيد على هذه الكلمة، ولا عرف قط من النكاح سوى زوجته وجواريه [2] وكانت البلاد في أيامه آمنة مطمئنة والطرق سابلة إلا أنه كان عظيم الكبر زائد الترفع من كبره وترفعه أن ابنه الملك المغيث (3)

[1] المصدر نفسه (1/ 442).
[2] المصدر نفسه (1/ 442).
(3) المصدر نفسه (1/ 442) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 531
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست