اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 529
[3] - تمركز المسلمين في المنصورة: تجمعت القوات الإسلامية في المنصورة وشرعت في شحن المدينة بالعتاد وإعدادها للمعركة المقبلة، ومن ذلك إصلاح سور المدينة المحيط بها وزودت المدينة بالعتاد والمقاتلة وساعد على ذلك تطوع عدد كبير من العربان والعامة استعداداً لملاقاة الصليبيين وخلال هذه المرحلة كان الصليبيون يعملون على تدعيم مركزهم في دمياط [1]، وأخذوا يعملون بسرعة على تحويلها إلى مدينة ذات طابع نصراني، فحوَّلوا المسجد إلى كنيسة باسم نوتردام وعيّنوا عليها أسقفاً كاثوليكيا، واختصت الفئات الدينية الثلاث الداوية والاسبتارية والتيوتون بعمارة المدينة، وتمّ توزيع الإقطاعات على الأمراء والتجار وظلت دمياط طول شهور صيف عام 1249م عاصمة الصليبيين في الشرق [2] وتوقفت الأعمال العسكرية بين الطرفين لمدة تقرب من خمسة أشهر ونصف عمل كل طرق أثنائها على تدعيم مركزه، وكان بقاء القوات الصليبية في دمياط طول هذه الفترة قد عمل على اختلال الحملة، فقد عملت هذه الفترة على فساد النظام وساد الإفراد في الملذات حتى أصبح الملك لويس التاسع عاجزاً عن السيطرة على القوات الصليبية وإذا كان هذا هو الحال في المعسكر الصليبي فقد كان العكس في المعسكر الإسلامي، فقد نجح المسلمون في إعادة تنظيم صفوفهم وبدأوا المناوشات مع القوات الصليبية ونجحوا في أسر بعضهم ويذكر ابن واصل أن المسلمين نجحوا في أسر ما يقرب من ثلاثمائة أسير [3]. [1] الحروب الصليبية محمود سعيد ص 310. [2] تاريخ الأيوبيين ص 383. [3] الحروب الصليبية ص 311.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 529