responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 446
تاسعاً: سياسة فريدريك تجاه مسلمي صقلية:
ربما كان التناقض هو السمة الأوضح في شخصية هذا الإمبراطور الأُعجُوبة فالإمبراطور الذي أقام أوثق العلاقات مع المسلمين في الشرق، وحالفهم وحالفوه، كان له تصرف آخر مع مسلمي صقلية أيضاً؛ فيه من التناقض الشيء الكبير، فهو الذي وصف بالتسامح الدَّيني في الشرق وعد أميل للإسلام، ويؤثر القرآن على الإنجيل [1]، ويستقدم علماء المسلمين ويستفيد من علمهم [2]، ولكن ما وجه الحقيقة في كلَّ ذلك؟ كانت هذه النظرة إلى فريدريك من قِبل مؤرَّخي المسلمين لخلافة مع البابا، دون أن يعرفوا حقيقة معتقده، ومع أن فريدريك كان يعتمد في قصره على حاشية المسلمين، لكنهم كانوا للخدمات فقط، وهي عادة جرى عليها ملوك صقلية منذ عهد ملوك النورمان وفريدريك متبع لهم في صقلية لم يأت بجديد [3]، فماذا فعل الإمبراطور الألماني فريدريك عندما تولىَّ عرش صقلية بالمسلمين فيها؟ ففي عام 627هـ/1230م، كانت قد اشتهرت علاقة الملك الكامل بفريدريك بعد تسليم القدس، وكان الملك الكامل في حرّان، فوصل إليها فيها: شخص يُقال له أحمد بن أبي القاسم المعروف بالرّمان من جزيرة صقلية، من أهل مشائخ من جبال صقلية والجزيرة كلها بيد الإمبراطور إلا هذه الجبال [4]، وسبب وصوله أن الإمبراطور غدر بأهل الجبال هناك، وذكر الحاج أنه أخذ إلى البَّر الكبير، أي بلاد إيطالية، مائة ألف وسبعون ألفاً أخرجهم من أوطانهم، وأخذ أموالهم، وقتل من الشُّطار مثلهم، وخلت هذه الجبال وطلب المسلم الصقلي من الكامل التوسط لدى الإمبراطور ليردَّهم إلى أوطانهم أو يمُكنهم من الخروج إلى مصر، فكتب له الكامل كتاباً إلى الإمبراطور [5] وكانت النتيجة لا شيء ([6]

[1] العلاقات الدولية (2/ 321).
[2] عقد الجمان (1/ 290) العلاقات الدولية (2/ 321).
[3] العلاقات الدولية (2/ 321).
[4] المصدر نفسه (2/ 322).
[5] المصدر نفسه (2/ 323).
[6] المصدر نفسه (2/ 323) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست