responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 445
وتعد حملة فريدريك الحملة السادسة من الحملات الفرنجية على الشرق الإسلامي، من أغرب الحملات وأكثرها إثارة للجدل في مجراها وفي نتائجها، فمن حيث الواقع كان قائد الحملة فريدريك في أسوأ وضع عرفه قائد يقدم على معركة، فقد أبحر نحو الشرق محروماً من الكنيسة وما كاد يبتعد حتى هاجم جنود البابا ممتلكاته الإيطالية ولما وصل فلسطين: وجد قدراً ضئيلاً من الطاعة وقدراً كبيراً من الإهانة، وتعرَّض لتآمر فرنج سُورية عليه، فقد عرضوا على السلطان الكامل تسليمه إليه في المعركة، وأمّا لدى المسلمين، فقد وجد أن السلطان الكامل الذي استدعاه ووعده بالقُدس، قد استغنى عنه فالخطر قد زال عن مملكته بوفاة أخيه المعظم، لذلك أصبح قُدُوم فريدريك عبثاً عليه، فحاول التملصُّ من وعده [1]، ولكنَّ فريدريك أثبت أنه سياسي محنّك ومفاوض جيد، فقد حصل من الملك الكامل، مهما كانت الظروف أو الأسباب على القُدس، ووقع مع اتَّفاقية عام 626هـ/1229م وكان فيها ما هو أهمَّ أسباب نجاح فريدريك كانت تكمن في شخصيته الفريدة التي قرَّبته كثيراً إلى المسلمين، الذين كانوا يُكنُّون له كل احترام، حتى إنهَّم اعتقدوا أنه أميل للإسلام [2] لقد بهرت شخصية فريدريك المسلمين وسُلطانهم الكامل لأنَّهم وجدوا فيه العلم وسعة الأفق والتحرُّر من سيطرة الكنيسة [3] كما اعتقدوا أنه تغلب عليه روح التسامح والاحترام تجاه كل الأديان [4].

[1] المصدر نفسه (2/ 316).
[2] المصدر نفسه (2/ 316).
[3] المصدر نفسه (2/ 316).
[4] المصدر نفسه (2/ 316).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست