responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 444
ثامناًً: القدس بعد المعاهدة ونتائج الحملة السادسة:
لم يتعرض أحد من مؤرَّخي الإسلام المعاصرين للمعاهدة، لتطبيق الفرنج لبُنودها التزاماً، أو مخالفة وربما كان ذلك تجنباً، كُلَّيَّاً لذكر المعاهدة، لعدم إزعاج الكامل أو أبنائه من بعده وأمّا مؤرَّخو الفرنجة، فقد تضاربت أقوالهم فقد روى بعضهم أن الفرنجة أعادوا المدينة، وأحاطوا الأسوار بالخنادق ورمَّموا شرفات الأبراج، وكذلك عمَّروا جميع المدن والقلاع [1] وجاء في رواية أخرى ما يناقض ذلك تماماً، يقول متىَّ باريس: إن سكان عكاَّ خائفون تماماً ومحصورون ضمن مدينتهم مع نقص المؤن، لأن فريدريك أصبح مطرقة رعب الكنيسة ولم يعد يسمح بأيَّ مُؤن أو قوَّات عسكرية أن تنقل إلى عكَّا .. عسقلان محاصرة، وبالكاد تُدافع عن نفسها، وأصبحت الحُصُون الصَّليبية سُجُوناً لأهلها، وليست أماكن للحماية [2] وبغضَّ النظر عن ما يكتبه مؤيَدو فريدريك، أو ما يكتبه معارضوه، فإنَّنا نستنتج أن وضع الفرنج في فلسطين أصبح أكثر سوءاً بعد المعاهدة، فانقسام الولاء بين البابا والإمبراطور صاحب المملكة، ومنع الطوائف الدينية من فرض هيمنتها، وتوقف الدعم البابوي، كل ذلك أدَّى - بلا شكَّ - إلى زعزعة الوجود الفرنجي في فلسطين، الذي هو ضعيف أصلاً منذ معركة حطين، والذي منع اجتثاث هذا الوجود هو ضعف السَّلطنة الأيوبيَّة، والتفات ملوك الأيوبَّيين إلى خلافاتهم ويبدو أن السياسة الأيُّوبية كانت ترى ترك الفرنج بحالهم ما أمكن، رُبمَّا لاعتبارهم أصبحوا لا يُشكَّلون أيَّ خطر حقيقي على الأيُّوبيَّين (3)

[1] الموسوعة الشاملة (45/ 898) العلاقات الدولية (2/ 315).
[2] المصدر نفسه (48/ 892) العلاقات الدولية (2/ 315).
(3) العلاقات الدولية (2/ 316) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست