اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 431
[1] - معالجة الملك الكامل لموقف المسلمين الرافضين للصلح:
أدرك الملك الكامل محمد أن الرأي العام الإسلامي كله ضد تسليمه بيت المقدس للصليبيين وأنه في مركز حرج لا يحسد عليه ولذلك أخذ يدافع عن سبب لجوئه إلى هذا التصرف وبعث رسله إلى بعض الأقطار الإسلامية لتسويغ ذلك فأرسل جمال الدين الكاتب الأشرفي إلى البلاد الشرقية .. وإلى الخليفة العباسي: لتسكين قلوب الناس وتطمين خواطرهم من انزعاجهم لأخذ الفرنج القدس [1]، وكان الملك الكامل يعتقد أن الفرنج لا يمكنهم الامتناع بالقدس مع خراب أسواره، وأنه إذا قضى غرضه واستتبت الأمور له، كان متمكنا من تطهيره من الفرنج وإخراجهم منه وقال الكامل: وإنا لم نسمح لهم إلا بكنائس، وأدر خراب، والحرم، وما فيه من الصخرة المقدسة وسائر المزارات بأيدي المسلمين على حاله وشعائر الإسلام قائم على ما كان عليه ووالي المسلمين متحكم على رساتيقه وأعماله [2]. لقد أساء التصرف الملك الكامل في تفرطه في القدس، إذ كان يساوم عليه كلما أحس بالخطر الذي يهدد مركزه، فكان حريصاً على الاحتفاط بحكم مصر، ومستعداً لتقديم التنازلات للإفرنج، وهذا يتناقض مع قوله أنه غير مستعد للتفريط بالمدينة المقدسة في رسالة بعث بها لأخيه الملك الأشرف عام 625هـ/1227م: إنني ما جئت إلى هذه البلاد إلا بسبب الإفرنج، فإنهم لم يكن في البلاد من يمنعهم عما يريدونه .. وأنت تعلم أن عمنا صلاح الدين فتح بيت المقدس، فصار لنا بذلك الذكر الجميل .. فإن أخذه الإفرنج حصل لنا من ذلك سوء الذكر ... وأي وجه يبقى لنا عند الناس وعند الله [3]. [1] التاريخ المنصوري ص 179 القدس بين أطماع ص 296. [2] مفرج الكروب (4/ 244). [3] الكامل في التاريخ (9/ 379) القدس بين أطماع ص 296.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 431