responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
خامساً: ردود فعل الأمة الإسلامية من تسليم بيت المقدس:
أثارت هذه المعاهدة موجة عارمة من السخط والأسى في الرأي العام الإسلامي كله، وعند الفقهاء والعلماء بوجه خاص، وقد اعتبر المسلمون أن تسليم بيت المقدس للصليبيين بهذه السهولة يعتبر تفريطا في حق الإسلام والمسلمين وأصبحت هذه المعاهدة وصمة عار في جبين البيت الأيوبي بصفة عامة، وللملك الكامل محمد بصفة خاصة [1] وأخذ العلماء يحركون العامة للضغط على أمرائهم لإستعادتها وكان لكثير منهم مجالس علمية ركزوا في بعضها على ذكر فضائل بيت المقدس، وفضائل الجهاد، كما أن بعضهم عمد إلى إنشاد الشعر في هذه الحادثة والتشنيع على الكامل وتحريك العامة والخاصة للعمل على إستعادة القدس، ومن ذلك ما كان يجري في جامع دمشق من تجمعات ودروس لتحريك الناس للضغط على الكامل، كما كانت تنشد فيه الأشعار لهذه الغاية [2] وعندما وصلت هذه الأنباء إلى دمشق توغرت قلوب المسلمين بها على الملك الكامل محمد واجتاحتها حالة عارمة من السخط العام، لدرجة أن المسلمين أقاموا المآتم حزناً على تسليم القدس للصليبيين وأخذ الملك الناصر داود بن المعظم في التشنيع على عمه الكامل محمد وطلب من العالم الشيخ شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي الواعظ، أن يجلس بجامع دمشق للوعظ، ويندد بما فعله عمه الكامل، ويثير الناس ضده، وأمره أن يذكر في وعظه فضائل القدس، وما ورد فيها من الأخبار والآثار، ويوضح للناس العار والوصمة التي لحقت بالمسلمين من جراء ذلك التصرف، فنفذ ما طلب منه وكان يوماً مشهوداً لم يتخلف من أهل دمشق أحد (3)

[1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق ص 194.
[2] الفتوح الإسلامية عبر العصور ص 310.
(3) مفرج الكروب (4/ 245) السلوك (1/ 233) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست