اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 426
وكان الملك الكامل قد أمر القاضي شمس الدين قاضي نابلس أن يأمر المؤذنين ما دام الأنبرور في القدس أن لا يصعدوا المنابر ولا يؤذنوا في الحرم، فنسي القاضي أن يُعْلم المؤذنين، فصعد المؤذن عبد الكريم تلك الليلة، وقت السحر والأنبرور في دار القاضي، فجعل يقرأ الآيات التي تختص بالنصارى كقوله" ما اتخذ الله من ولد" ونحوها، فلما طلع الفجر استدعى القاضي المؤذن عبد الكريم، وقال له " ايش عملت؟ السلطان رسم كذا، وكذا، فلما كانت الليلة التالية ما صعد عبد الكريم المأذنة، فلما طلع الفجر استدعى الانبرور القاضي شمس الدين فقال له: يا قاضي أين ذلك الذي طلع بارحة أمس المنارة، فعرفه أن السلطان أوصاه بوقف الأذان، فقال الانبرور: أخطأتم يا قاضي، تغيرون أنتم شعاركم وشرعكم ودينكم لأجلي، فلو كنتم عندي في بلادي، هل كنت أبطل ضرب الناقوس لأجلكم، الله الله لا تفعلوا هذا، هذا أول ما تنقصون عندنا [1]، ويلاحظ أن الملك الكامل أخطأ بوقف الأذان والتسبيح حتى أن الإمبراطور عاب عليه هذا التصرف، وأوضح أنه كان يرغب في سماع أذان المسلمين وتسبيحهم في الله، وقد اعتقد العيني أن الأمبراطور كان يبطن السلامة ويتلاعب بالنصرانية [2]، وذكر المقريزي أن الأمبراطور قال: والله إنه كان أكبر غرضي في المبيت بالقدس أن أسمع أذان المسلمين وتسبيحهم في الليل وعندما دخل الأمبراطور بيت المقدس اتجه إلى كنيسة القيامة، وتوج نفسه بيده، وقد فسر المؤرخون ذلك بما يلي:
- رفض رجال الدين تتويج إمبراطور محروم من الكنيسة. [1] المصدر نفسه (8/ 434) القدس بين أطماع ص 293. [2] عقد الجمان (8/ 83) القدس بين أطماع ص 293.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 426