اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 413
وقد عرف عن فردريك الثاني حبه للمسلمين الذين نشأ بينهم في صقلية وقد دفع ذلك بعض الكتاب إلى اتهام فردريك بمحاباة الإسلام على حساب المسيحية، في حين ذهب البعض الآخر مثل فولتير ومونتسكيو إلى القول بأن كراهية فردريك الثاني للبابوية والكنيسة الغربية هي التي دفعته إلى حب الإسلام والمسلمين وعلى الرغم من أن فردريك الثاني قد بدا حياته السياسية بتحالفه مع البابوية وهو التحالف الذي أفاده إلى حد كبير ضد خصومه ومنافسيه في ألمانيا، إلا أن الأمور لم تلبث أن تعقدت بين الطرفين، بعد أن تأكدت البابوية أن فردريك غير قانع بصقلية وجنوب إيطاليا، وإنما أخذ يعمل على توطيد نفوذه في شمال إيطاليا، أي في إقليم لمبارديا وأنه اتخذ إيطاليا وصقيلة مسرحاً أساسياً لجهوده والتمكين لنفسه حقيقة أن فردريك قد حرص آنذاك على احترام مركز البابوية في إيطاليا، ولكن سيطرته على جنوب إيطاليا وشمالها كان نذيراً بوقوع الأملاك البابوية في وسط إيطاليا بين فكي الكماشة، مما جعل البابا يرتاب في سياسة فردريك وينظر إليها بعين ملؤها الشك والخوف وفي سنة 1215م أقسم فردريك للبابا انيوسنت الثالث أن يقوم بحملة صليبية ضد المسلمين ولما كان فردريك الثاني يميل للمسلمين ويعطيهم حقهم من الاحترام والتقدير لذلك لم يجد الدافع الذي يدفعه للخروج من بلاده على رأس حملة صليبية ضدهم، ومن ثم أخذ يعتذر للبابا مرة بعد مرة، والبابا يقبل عذره، وبعدما أصاب الحملة الصليبية الخامسة من الفشل حاول البابا هو نوريوس الثالث أن يوجد الدافع لدى فردريك للخروج في حملة صليبية ضد المسلمين، وأن يزيد في توطيد صلة فردريك بالأراضي المقدسة في فلسطين، فرتب البابا زواج فردريك من بولاند ابنة حنا دى برين، ووريثة عرش مملكة بيت المقدس الصليبية، واشترط البابا أن يتم الزواج في الشام وقد نفذ فردريك رغبة البابا وتم زواجه من بولاند، ولكن بدلاً من أن يذهب فردريك إلى الشام ويتم الزواج
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 413