اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 412
وتعد حياة فردريك الثاني من أهم النقاط المثيرة للجدل في تاريخ أوروبا بأسرها، فقد عاش عند مفترق الطرق التي تفصل الشرق عن الغرب، وشملت إمبراطورية ألمانيا بكل مقاطعاتها فضلاً عن إيطاليا وصقلية وهو ينحدر من عائلة [1] هنشتاوفن من أب ألماني هو هنري السادس ملك ألمانيا وأم نصف إيطالية ونشأ وتربى في صقلية على مقربة من المؤثرات الإسلامية والبيزنطية، فنشأ فيلسوفاً محباً للجدل والرياضيات وأجاد ست لغات من بينها اللغة العربية، ونظم الشعر، وأغدق من ماله وعنايته لتشجيع العمارة والنحت والتعليم وهو إلى جانب ذلك جندي بارع وسياسي لبق إلى أقصى درجات اللباقة، مع الجرأة التي لا تخشى شيئاً، والنزعة الفكرية الجانحة إلى ميادين الفلسفة والفلك والهندسة والجبر والطب والتاريخ، وألف فردريك في البيزرة، علم تربية الطيور الجوارح وتدريبها على الصيد والقنص، كتاباً يعتبر أصلاً من أصول العلوم التجريبية في غرب أوروبا، واصطحب في أسفاره مجموعة من الفيلة والهجائن وعجايب المناطق الإستوائية الحارة من أنواع الحيوان، ولم تكن التقاليد المسيحية التي التزمها الناس في ذلك العصر مما يأبه له فردريك الثاني وفي الوقت الذي كان للبابا في الغرب الأوروبي المكانة الرفيعة السامية باعتباره خليفة القديس بطرس، نجد فردريك ينعته بالدجال ([2])، [1] أوربا العصور الوسطى، عاشور (1163) القدس بين أطماع ص 275. [2] الدولة الأيوبية، سمير فرج ابن الشاطئ ص 200 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 412