responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
عاشراً: وفاة كاتب الديوان في عهد المستنصر: 626هـ ت:
وقد خصصنا بالترجمة لوجود عبارات له تدل على عمق الإيماق وصدق التوجه، وحرارة الأخلاص عبّر على تلك المعاني بعبارات فائقة الجمال هو أبو الفضل جبريل بن منصور بن هبة الله بن جبريل بن الحسن بن غالب ابن يحي بن موسى بن يحي بن الحسن بن النعمان بن المنذر، المعروف بابنِ زُطينا البغداديَّ، كان كاتب الديوان بها أسلم، وكان نصرانياً، فحسُن إسلامه، وكان من أفصح الناس وأبلغهم موعظة، فمن ذلك قوله: خيرُ أوقاتك ساعة صفت لله، وخلصت من الفِكرة لغيره والرجاء لسواه، وما دمت في خدمة السلطان، فلا تغتَرَّ بالزمان، اكفُف كفَّك، واصرف طَرْفَك، وأكثر صومك، وأقْلِلْ نومك وأشكُر ربَّك يحمد أمُرك [1]، وقال: زاد المسافر مقدم على رحيله، فأعدَّ الزاد تبلغُ المراد. وقال: إلى متى تتمادى في الغفلة؟ كأنك قد أمِنْتَ عواقب المهُلة، عمُر اللهوِ مضى، وعمر الشبيبَّةِ انقضى، وما حصلت من ربك على ثقة بالرَّضا، وقد انتهى بك الأمر إلى سنَّ التَّخاذُلَ، وزمن التكاسُل وما حظيِتَ بطائل [2] وقال: رُوحُك تَخْضع، وعينك لا تدمع، وقلبَكِ لا يخشع، ونفسُك لا تشبع وتظلم نفسك وأنت لها تَتوَجَّع وتظهر الزهد في الدنيا وفي المال تطمع وتطلب ما ليس له بحقَّ وما وجب عليك من الحقَّ لا تدفع وتدُوم فضل ربك وللماعون تمنع، وتَغيبُ نفسك الأمّارة وهي عن اللهو لا ترجع، وتوقظ الغافلين بإنذارِك وتتناوم عن سهمك وتهجع وتَخُصُّ غيرَك بخيرك ونفسك الفقيرة لا تنفع وتَحُومُ على الحق وأنت بالباطل مُولع، وتتعثر في المضايق وطريق النجاة مَهْيَع [3].

[1] البداية والنهاية (17/ 177).
[2] المصدر نفسه (17/ 178).
[3] المصدر نفسه (17/ 178) المهيع من الطريق: البين الوسيط.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست