اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 400
وأمر القاضي أن كل من ثبت له حق بطريق شرعيَّ يُوصَلُ إليه بلا مُراجعة وأقام في النظر على الأموال الحشرية رجلاً صالحاً، واستخلص على القضاء الشيخ العَّلامة عماد الدين أبا صالح نصر بن عبد الرَّزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلىَّ، الحنبليَّ، ن في يوم الأربعاء ثامن ذي الحجة، وكان من خيار المسلمين ومن خيار القُضاة العادلين رحمهم الله أجمعين، ولم عُرض عليه القضاء لم يقبل إلا بشرط أن يُوَرَّث ذوي الأرحام، فقال: أعط كل ذي حق حقَّه وأنفق لله ولا تَتَّقِ سواه. وكان من عادة أبيه أن يرفع إليه حُرَّاسُ الدُّروب في كل صباح بما كان عندهم في المحالَّ من الاجتماعات الصالحة والطالحة، فلما ولى الظاهر أمر بتبطيل ذلك كلهَّ وقال: أي فائدة في كشف أحوال الناس وهتك أستارهم؟ فقيل له: إن ترك ذلك يفسد الرّعية فقال: نحن ندعو الله لهم أن يُصلحهم وأطلق من كان في السجون مُعتقلاً على الأموال الدَّيوانية، وردَّ عليهم ما كان استخُرج منهم قبل ذلك من المظالم، وأرسل إلى القاضي بعشرة آلاف دينار يُوَفَّى بها دُيون من في سجونه من المدينين الذين لا يجدون وفاء وفرَّق في العلماء بقية المائة ألف، وقد لامه بعض الناس في هذه التُّصرفات فقال: إنما فتحت الدُّكان بعد العصر وفذروني أعمل صالحاً وأفعل الخيَر، فكم مقدار ما بقيت أعيش [1]. [1] المصدر نفسه (17/ 137).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 400