responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 401
قال ابن كثير: وكان من أجود بني العباس سيرة، وأحسنهم سريرة، وأكثرهم عطاء وأحسنهم منظراً ورُواء ولو طالت مدته لصلحت الأمة صلاحاً كثيراً على يديه، ولكن أحبَّ الله تقريبه وإزلافه لديه، فاختار له ما عنده وأجزل له إحسانه ورفده [1]، ... فقد اعتمد في أول ولايته من إطلاق الأموال الدَّيوانية، وردَّ المظالم، وإسقاط المكوس، وخفيف الخراج عن الناس، وأداء الديون عمَّن عجز عن قضائها والإحسان إلى العلماء والفقراء، وتولية ذوي الديانة وقد كان كتب كتاباً لوُلاة الرعية فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أعلموا أنه ليس إمهالنا إهمالاً، ولا إغضاؤنا احتمالاً ولكن لنبلوكم أيكم أحسنُ عملا، وقد غفرنا لكم ما سلف من إخراب البلاد، وتشريد الرَّعايا وتقبيح السمُّعة، وإظهار الباطل الجَلىَّ في صورة الحقَّ حِيلة ومكيدة، وتسمية الاستئصال والاجتياح استيفاءً واستدراكاً، لأغراض انتهزتم فُرَصَها، مختلسة من براثن ليث باسل، وأنياب أسد مَهيب تتفقون بألفاظ مختلفة على معنى واحد، وأنتم أُمناؤُه وثقاتُه فُتمِيلون رأيه إلى هواكم وتمزُجون باطلكم بحقَّه، فيُطيعُكم وأنتم له عاصون، ويُوافقكم وأنتم له مخالفون، والآن قد بَّدل الله بخوفكم أمنّا وبفقركم غنىً وبباطلكم حقاً، ورزقكم سُلطاناً يُقيلُ العثرة، ولا يُؤاخذُ إلا من أصَّر، ولا ينتقم إلا ممن استمَّر يأمركم بالعدل، وهو يريد منكم، وينهاكم عن الجور وهو يكرهه لكم، يخاف الله فيُخوَّفُكم مكره ويرجو الله تعالى ويُرَغبَّكم في طاعته، فإن سلكتم مسالك خُلفاء الله في أرضه وأُمنائه على خلقه وإلا هلكتم والسلام [2].

[1] المصدر نفسه (17/ 149).
[2] البداية والنهاية (17/ 150).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست