responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 398
إن خليفة مثل الناصر أعاد هيبة الخلافة وقضى على النفوذ السلجوقي الأجنبي في العراق وهدم دار السلطنة السلجوقية في بغداد حتى أطلق عليه لقب "أسد بني العباس تتصدع لهيبته الجبال"، إن خليفة يمثل هذه المواصفات والإنجازات لابد وأن ينتقدوه منافسوه، وأعداؤه الذين كانوا يتوقون إلى ضعف الخلافة وسقوطها لكي يخلو لهم الجو السياسي، ومن هنا نلاحظ بعض الروايات التي تشكك في إجراءاته وسياساته وخاصة نظام الفتوة الناصرية حيث اعتبرته دلالة طيش ولهو أدى إلى أهمال الخليفة لشؤون الدولة والإنشغال برسوم الفتوة مثل الرمي بالبندقية وتربية الطيور وما إلى ذلك، ليس في هذه الروايات شيء من الصحة [1]، إن النتائج السياسية والعسكرية للفتوة التي أعادت للدولة هيبتها وللتضامن الإسلامي بين أمراء الأطراف قوته ومتانته أكبر دليل على ضعف تلك الافتراءات، إن هذه المبالغات هي حلقة من سلسلة التشكيك الذي تعرضت إليه شخصية الناصر وسياساته من أعدائه ومنافسيه داخل دار الإسلام وخارجها وقد وصلت هذه الحملة ذروتها في اتهامه بمراسلة المغول [2] وحثهم على غزو دار الإسلام وهو أمر لا يعقل أن يقوم به خليفة عربي عباسي هاشمي [3]، لقد كان الخليفة الناصر لدين الله من خلفاء بني العباس المتأخرين الذين يستحقون التقدير لأنهم حققوا مكاسب مهمة للخلافة والمجتمع في وقت صعب اشتدت فيه الأزمات [4].

[1] الخلافة العباسية (2/ 217).
[2] المصدر نفسه (2/ 217).
[3] المصدر نفسه (2/ 217).
[4] الخلافة العباسية (2/ 237).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست