اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 394
11 - بدايات الاحتكاك المغولي بحدود "دار الإسلام":
بدأ المغول الاحتكاك بالعالم الإسلامي في السنوت الأخيرة من عهد الخليفة الناصر لدين الله، ومعنى ذلك أنهم لم يكونوا قد شكلوا خطراً على "دار الإسلام" كما وأن خططهم وطموحاتهم لم تكن معروفة فيما يتعلق بالخلافة أو أقاليمها رغم أنهم دخلوا في صراعات محدودة في البداية مع كيانات إسلامية محايدة لهم [1]. لقد كانت الصفحة الأولى [2]، من الاحتكاك المغولي بالعالم الإسلامي والتي تبدأ من سنة 616هـ/617هـ إلى سنة 620هـ وهي السنة التي توفي فيها جنكيز خان عبارة عن غارات متعددة وغزوات مفاجئة على مدن وأقاليم بلاد ما وراء النهر وخراسان وهدفها جس النبض وتحسس قوة أمراء المسلمين ولم يذكر التاريخ للخليفة الناصر أي دور معين تجاهلها خاصة، وأنه كان في أواخر حياته مشلولاً أنهكه المرض حيث توفي سنة 622هـ [3].
12 - أقول المؤرخين فيه وأيامه الأخيرة:
- قال الذهبي: وكان مستقلاً بالأمور بالعراق، متمكناً من الخلافة يتولى الأمور بنفسه ما زال في عزَّ وجلالة واستظهار وسعادة [4] وكان: شديد الاهتمام بالملك، لا يخفى عليه كبير شيء من أمور رعيته، أصحاب أخباره في البلاد، حتى كأنه شاهد جميع البلاد دفعة واحدة، كانت له حيل لطيفة وخِدع لا يفطن إليها أحد، يوقع صداقة بين ملوك متعادين، ويوُقع عداوة بين ملوك متوادَّين ولا يُفطنون (5) [1] الخلافة العباسية (2/ 235). [2] المصدر نفسه (2/ 235). [3] سير أعلام النبلاء (22/ 242) الخلافة العباسية (2/ 2356). [4] سير أعلام النبلاء (22/ 192 إلى 242).
(5) المصدر نفسه (22/ 195).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 394