اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 395
- قال ابن النجار: دانت السلاطين للناصر، ودخل تحت طاعته من كان من المخالفين، وذلتَّ له العتاة والطًّغاة وانقهرت لسيفه الجبابرة، وفتح البلاد العديدة، وملك من الممالك مالم يملكه أحد ممن تقدّم من السلاطين والخلفاء والملوك وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصين، وكان أسد بني العباس تتصدع لهيبته الجبال، وكان حسن الخَلْقِ، لطيف الخُلُق كامل الظرف، فصيح اللسان، بليغ البيانَ، له التوقيعات المسددة والكلمات المؤيدة، كانت أيامه غُرَّةً في وجه الدهر، ودُرَّةً في تاج الفخر [1].
وقال ابن واصل: .. وكان مع ذلك ردئ السيرة في الرعية، مائلاً إلى الظُّلم والعَسْفِ وكان يفعل أفعالاً متضادة، وكان يتشيَّعُ ويميل إلى مذهب الإمامية، بخلاف آبائه، حتى إن ابن الجوزي سئل بحضرته من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أفضلهم بعده من كانت ابنتُه تحته فكنّى بفضل الصَّدِيق ولم يقدر أن يصرح [2].
وهذا بعيد مع وجود الممالك السنية، كالأيوبية وغيرها والحاكم همه جمع الرعية والملوك حّوله وربما يكون قد وسع على الشيعة الإمامية أكثر من غيره وأحسن إليهم. [1] شذرات الذهب (7/ 173). [2] المصدر نفسه (7/ 173) مفرج الكروب (4/ 167).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 395