اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 375
ويحدثنا صاحب كتاب الفخري في الآداب السلطانية عن اهتمام الناصر في اختيار الرجل المناسب في المحل المناسب وحرصه على معرفة معدن الرجال وسريرتهم قبل التعيين، أنه كان يطلق الدعايات والإشاعات بين الناس بواسطة أصحاب الأخبار وأعوانهم حول ترشيح شخص معين لمنصب معين فتكثر الأقاويل عليه من قبل أصدقائه وأعدائه من معارفه فيكتب أصحاب الأخبار إلى الخليفة بذلك كله وأي الفئتين على حق وصواب وعندئذن يوازن الخليفة بين الرأيين ويختار الشخص أو يتركه، وهذا ما كان يفعله حين يختار وزيراً أو قاضياً أو صاحب ديوان أو غيرهم من وجوه مؤسسة الخلافة في السياسة أو الإدارة [1] ومما يلاحظ في سياسة الخليفة الناصر لدين الله أنه اعتبر الوزراء منفذين لا مفوضين في الحكم ولذلك استوزر أربع عشرة شخصية حمل خمسة منهم فقط لقب الوزير أما البقية الباقية فلم يكونوا أكثر من نواب وزراء [2]، على أن ما يجدر ذكره فيما يتعلق هو جمعها رياستي السيف والقلم في آن واحد، ففي الوقت الذي يشرف فيه الوزير على الأمور المالية والإدارية كان يتقلد قيادة الجيش ويقود العساكر لقتال الأعداء والمتمردين وذوي النزعة الإنفصالية [3]، ولعل أشهر مثل على ذلك وزير الناصر المعروف "بابن القصاب" الذي قاد جيش الخلافة ودوخ السلاجقة وأعاد العديد من مدن بلاد فارس الغربية إلى نفوذ الخلافة العباسية في بغداد، وتوفي سنة 592هـ/1195م بعد أن أعاد همذان وأصفهان وحاصر الري ([4])، [1] الخلافة العباسية (2/ 210). [2] المصدر نفسه (2/ 210). [3] الخلافة العباسية (2/ 210). [4] الكامل في التاريخ نقلاً عن الخلافة العباسية (2/ 210) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 375