اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 373
[1] - الناصر خليفة للمسلمين: يبدو أن الخليفة المستضيء، خطب للناصر بولاية العهد في أيامه الأخيرة، ولكنه سرعان ما عدل عنه إلى أخيه أبي منصور لتخوفه من الناصر مما دعا به إلى سجنه، ولكن المرض لم يمهل المستضيء طويلاً، حيث توفي قبل استقرار الأمور لولي العهد الجديد أبي المنصور، وهذا مما جعل الحاشية وعلى رأسها استاذ الدار والوزير وغيرهم يضطرون إلى أخذ البيعة للناصر [1]، وقد بويع الناصر صبيحة ليلة وفاة والده وكان أول المبايعين له أخوه الأمير أبو منصور هاشم وتبعه بقية الأمراء ورؤساء الدواوين والقضاة والفقهاء [2]، ثم جلس الناصر بعد ثلاثة أيام في دار الملك للبيعة العامة ولتلقي التهاني من وفود الأقاليم من وجوه وأعيان الناس فيها وكان من بينهم ضياء الدين الشهرزوري الذي جاء برسالة التهنئة من صلاح الدين الأيوبي، وكانت وفود بلاد الشام والثغور ومصر قد حضرت ومعها شعراؤها للتهنئة والبيعة، فكانت مناسبة أظهرت فيها مؤسسة الخلافة العباسية في بغداد مظاهر الأبهة والابتهاج والبشرى بالعاهل الجديد، كما شارك الناس في هذه الاحتفالات وتمنوا أن تكون أيام الناصر أيام خصب ورفاهية بعدما عانوه من سني البؤس واليأس في السنين [3] الماضية وقد استلم الناصر الخلافة في مستهل ذي القعدة سنة 575هـ/1189م وجعل نقش خاتمه "رجائي من الله عفوه" [4] وقد وصف الناصر الرحالة الشهير ابن جبير الذي زار بغداد في عهده بقوله " وهو ميمون النقيبة عندهم قد استسعدوا بأيامه رخاء وعدلاً وطيب عيش فالكبير والصغير منهم داع له [5]. [1] مرآة الزمان (8/ 354) الخلافة العباسية د. فاروق عمر (2/ 208). [2] خلاصة الذهب المسبوك للاربلي ص 280 الخلافة العباسية (2/ 208). [3] مختصر التاريخ ص 243 للكازروني الخلافة العباسية (2/ 209). [4] رجلة ابن جبير ص 181 الخلافة العباسية (2/ 239). [5] الخلافة العباسية (2/ 209).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 373