responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
- ثانياً: حتى لو كان الخبر صحيحاً، فبماذا تفسَّر عودة الكامل والأشرف السريعة نحو الشَّام؟ هل كان خوفاً من التَّتار؟ أم دفعاً وتسويفاً لصدام غير مأمون النتائج؟! على الأحوال كُلهَّا لن يكون الإنسحاب أسوأ من التناحر والصراع بين الأيُّوبييَّن وسلاجقة الروم، وهما أكبر قوتين إسلاميتين بينما التَّتار يعصفون بالبلاد الإسلامية الشرقية ويحيلونها دماراً مُرعباً، فهل كان ملوك الشَّام لاهين عن الخطر المحدق بهم؟ أم هي نقص المعلومات الاستخباراتية لديهم؟ وهل الخليفة غير قادر حتىَّ على وضع حَدَّ لهذه الصراعات التافهة بينهما، وإن كان الخطر المحدق بهم لم يوحَّدهم فهل يستطيع الخليفة - الذي لا يملك إلا حُرمة اسمه - أن يُوحَدهم؟ ولو حدث ذلك بمعجزة لكان الأمل الأخير لصدَّ التَّتار عند المعابر المنيعة بين أرمينيا وكردستان والشَّام [1] وكان أول من احتك عسكرياً - بشكل فعلي - مع التَّتار من بني أيوب هو شهاب الدين غازي فبعد هزيمة التتار لجلال الدين منكبرتي عام 628هـ/1231م هاجمت فرقة منهم مَيَّافارقين، فتصَّدى لهم شهاب الدين "وكسرهم وغنم أسلحتهم، ويبدو أنه كان أكثر بني أيوب معرفة بالتتار وبتقدير قوَّتهم الحقيقية، فمع تغلُّبه على فرقة منهم إلا أنّه طلب من السُّلطان الكامل الدعم، لأن التَّتار أصبحوا على حدوده، وربمَّا كان شهاب الدَّين موقناً بأن موجة من الصراع الدامي لا يُمكن لأحد أن يتنبَّأ بنتائجها ستضرب المنطقة، فطلب من الكامل - أيضاً - الإذن لنقل حريمه إلى مصر، وجاء جواب الكامل، جواب من لازال يعيش مرحلة قبلة التَّتَّار، فقد ردَّ عليه: إن أُخِذت مَيَّا فارقين أخذَتِ مصر، وكيف يليق ببني أيوب أن يفسحوا لك بذلك وراءهم خمسون ألف فارس ([2]

[1] تاريخ المغول، عبّاس إقبال ص 168 العلاقات الدولية (2/ 42).
[2] العلاقات الدولية (2/ 43) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست