اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 371
هذا هو حال بني أيُّوب وجوارهم في موُاجهة المرحلة الأولى من هجوم التَّتار على الجزيرة، صراعات محليَّة، وتناحر وتباغض، وطمع كل منهم بما بيد الآخر من البلاد، ولن تكون الأحوال في مواجهة المرحلة الثانية أفضل [1] وفي أوائل عام 635هـ/1238م بلغ الخليفة أن جُمُوع التَّتُار نحو بغداد فسيَّر رسوله إلى الملك الكامل ومعه مائة ألف دينار مصرية ليُجنَّد عسكراً من الشام، فأخرج الكامل من بيت المال مائتي ألف دينار لتجنيد العساكر، وأمر أن يسير معهم من عسكر مصر والشام عشرة آلاف فارس نجدة للخليفة، وأن تعادله أمواله وكان الخليفة قد طلب أن يقود الحملة الملك الناصر داود بن الملك المعُظَّم، وقرَّر الكامل معه الأميران ركن الدَّين الهيجاوي وعماد الدَّين بن مسوك [2]، وفسّر الدكتور منذر الحايك طلب الخليفة بتجنيد عساكر من الشُّام، بأن التَّتار اكتسحوا شمال وشرق العراق، وهي المناطق الأهلة بالسُّكان، وبقبائل الأكراد والتُّركما، الذين هم المجال الطبيعي للتجنيد في العراق وبسبب وفاة الناصر داود فشلت الحملة الشامية [3]. [1] المصدر نفسه (2/ 43). [2] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (2/ 43). [3] المصدر نفسه (2/ 43).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 371