اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 37
5 - رجوع العزيز إلى مصر: سلّم الملك العزيز دمشق إلى عمَّه الملك العادل، ورجل من دمشق عشية يوم الاثنين تاسع شعبان من هذه السنة، (592هـ) فنزل بمسجد القدم ثم أرتحل إلى الكسوة [1]، وسافر بالعساكر إلى الديار المصرية وخرج الملك العادل لوداع الملك العزيز ولما عاد من وداعه أمر فقرئ منشوره بالجامع بتفويض دمشق وأعمالها إليه وكانت مدة مقام الملك العزيز بدمشق بعد أخذها أربعة عشر يوماً وكانت مدة مُلك الأفضل لها ثلاث سنين وأشهراً، وأبقى الملك العادل السكة بدمشق والخطبة للملك العزيز وأشاع أنه نائبه [2].
وفي سنة 593هـ تحركت الفرنج لقصد بلاد الشام، فخرج الملك العادل بالعساكر، فخيم بالقصبة، وهي قريب من صور، وجهَّز إلى بيروت جماعة من العسكر ومعهم الحجارون والنقَّابون، وأمرهم بهدم رَبضَ بيروت ففعلوا وحصَّن عز الدين الدين أسامة القلعة وترك فيها جماعة من الأجناد ليحفظوها [3].
6 - منازلة الأيوبيين للفرنج: كان عز الدين أسامة قد ترك جماعة من الأجناد في قلعة بيروت يحفظونها وذلك بعد أن خرَّب رَبَضها، فخافوا من الفرنج وانهزموا، وبقيت القلعة خالية ليس فيها من يذبُّ عنها، وعلم الفرنج بذلك فملكوها واستولوا عليها فلعن الناس أسامة لتفريطه فيها وقال.
عماد الدين الكاتب:
إن بيع الحصون من غير حرب ... سُنَّةٌ سنَّها ببيروت سامة
لعن الله كلَّ من باع ذا البيع ... وأخزى بخِزْيه من سَامَه (4) [1] قرية هي أول منازل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. [2] المصدر نفسه (3/ 69). [3] المصدر نفسه (3/ 71).
(4) مفرج الكروب (3/ 74).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 37