responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 367
3 - رُبّما تأكد الخليفة أنه - في النهاية - هو المقصود، وأنه الهدف الأكبر لحملات التَّتار ولكل ذلك: تواترت رُسُلُهُ إلى الملك الكامل والملك الأشرف لقُدُومها إلى الشَّام، وفي عام 629هـ خرج الأشرف من مصر، وتبعه الكامل بجيوشه، وعلى مقدَّمته ابنه الصالح أيوب، وعلى العسكر فخر الدين ابن شيخ الشيوخ ثم خرج من دمشق وعسكر بسلمية ومعه عساكر يضيق بها الفضاء، وسار، فتفرقَّت العساكر لكثرتها، وأتته رسل ملوك الأطراف ويرى بعض الباحثين بأن خروج بني أيوب من مصر بهذا الجحفل كان لمجرَّد دعوة الخليفة لهم، فحتَّى الآن كانوا يعدُّون التَّتار يبغون النهب والعودة إلى قواعدهم بما نهبوه، وأنهم ليسوا طالبي مُلك، ولا أصحاب حُكم مدن، فيكفي لتجنُّب شرَّهم إغلاق أبواب المدن حتى ينتهي هجومهم ولكن الذي دفع الكامل والأشرف للاهتمام الجدّيّ بأمر التَّتار هو تبدُّل في خطة التَّتار أنفسهم، فبعد الغارات والسلب والنهب والقتل ثم العودة شرقاً قرَّروا فتح خِلاط عاصمة الجزيرة، وأغنى مدنها وأكبر المرتكزات الأيوبية فيها؛ وفي الحقيقة، لم يكن هذا تِبدُّلا حقيقياً في خُطة التتار، بل هو تطبيق للجُزء الثاني منها، فالغارات ليست للسلب فقط، بل للاستطلاع، ولكشف المناطق وترويع الناس، وترحيلهم، حتى لا يبقى من له قدره على المقاومة، لا مادياً ولا معنوياً، ثُمَّ يهاجمون الحواضر، ويقيمون مرتكزات حُكمهم فيها وقد وصلت الجيوش الأيوبية إلى الجزيرة، وأقام الكامل في حرَّان ووصلتهَ النجدات من أيُوبية الشام، وجاءت الأخبار برحيل التتار المحاصرين لخِلاط، ويُبَّرر ابن نظيف سبب رحيل التَّتار بقوله: فرحلوا عنها خوفاً من السُّلطان ([1]

[1] المنصوري، ابن نظيف ص 234 العلاقات الدولية (2/ 41) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست