responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 329
وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوف ككلام البريَّة، فمن سمعه وزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى "سأصليه سقر" (المدثر، آية: 226)، فلما أوعد الله بسقر لمن قال" إن هذا إلا قول البشر" (المدثر، آية: 25) عَلِمنا وأيضاً أنه قول خلق البشر ولا يُشبه قول البشر، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر، والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا" وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظرة" القيامة (22 - 23) وتفسيره على ما أراده الله تعالى وعَلَمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على، ما أراد، لا ندخل في ذلك متأوَّلين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلمَّ لله عز وجل ولرسوله، وردَّ علمَ ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام علم ما حُظر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمُهُ، حَجَبهُ مرامُهُ عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان، فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق والتكذيب، والإقرار والإنكار موسوساً تائها، زائغاً شاكاً، لا مؤمناً مصدقاً، ولا جاحداً مكذباً ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السَّلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم، إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية ترك التَّأويل ولُزوُم التسليم وعليه دين المسلمين ومن لم يتوقَّ النَّفي والتشبيه زلّ ولم يُصِب التنَّزيه، فإن ربنا عز وجل موصوف بصفات الوحدانية، منعوت بنعوت الفردانية، ليس في معناه أحد من البريَّة، وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات السَّتُ كسائر المبتدعات والمعراج حق وقد أسرى النبيَّ صلى الله عليه وسلم،

اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست