responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 289
6 - المحبة عند ابن قدامة: إن نصوص الكتاب والسنة التي تدل على وجوب محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً منها قوله تعالى: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشدُّ حباً لله" (البقرة، آية: 165) فمحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم من أعظم أنواع العبادة، بل إنها ركن من أركانها، فأصل العبادة محبة الله، بل إفراده بالمحبة وأن يكون الحب كله لله فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه، كما يحب أنبياءه، وملائكته وأولياءه [1] وقد اهتم ابن قدامة بهذا النوع من أنواع العبادة، فصنف كتاباً خصصه لبيان فضل المحبة، وعظم منزلتها من الدين، سماه "المتحابين في الله" وقد ضمَّن كتابه هذا الكثير من الأحاديث والآثار التي توجب محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتبين فضل الحب في الله والبغض في الله، وأنه أوثق عرى الإيمان [2] وقد افتتح ابن قدامه كتابه هذا ببيان أن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والحب في الله وكراهية الكفر؛ هي الطريق إلى حلاوة الإيمان فقد ساق بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يقذف الرجل في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، وأن يحب العبد لا يحيه إلا لله، أو قال: في الله [3]، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم جزاء من أحب الله ورسوله، فقد أخبر أن من تحقق فيه كذلك كان مع من أحب، وقد عقد ابن قدامه باباً لبيان هذا سماه "باب المرء مع من أحب ([4]

[1] منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف ص 137.
[2] المصدر نفسه ص 137.
[3] المتحابين في الله ص 23، البخاري (1/ 22).
[4] المتحابين في الله ص 69 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست