اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290
ساق فيه بإسناده إلى أنس رضي الله عنه - أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددتُ لها من كثير عمل، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب [1] وقد بينّ ابن قدامه في كتابه، هذا أهمية المحبة وفضلها وجزاء من أدَّاها وقام بمضمونها، كما أورد كثيراً من الأحاديث التي تحثنا على الحب في الله والبغض في الله وقد أوضح ابن قدامة وبين أن محبة الله تقتضي السير على ما أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم أما من عمل أعمالاً مخالفة للشرع، وأدعى أنه بعمله هذا محب لله، فهو كاذب [2].
وقد بين ابن قدامة وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم إذ أن الوصول إلى الله، وإلى مراد الله والظفر بمحبته ورضوانه لا يتحقق إلا عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ومن طلب الوصول إلى الله سبحانه - من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو بعيد من الوصول إلى المراد [3] وبين أن محبة الله تستلزم اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم أما من خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فغير موعود بالمحبة: قال: فمن اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله فهو على صراط الله المستقيم، وهو ممن يحبه الله ويغفر له ذنوبه، ومن خالفه في قوله وفعله، فهو متبع لسبيل الشيطان غير داخل فيمن وعده الله بالمحبة والمغفرة والإحسان [4]. [1] مسلم، ك البر والصلة والآداب (4/ 2032). [2] منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف ص 138. [3] ذمّ ما عليه مدعو التصوف ص 6 - 7. [4] ذمّ الوسواس ص 48.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 290