اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 249
فاجتمع مع من وافقه وقال لهم عن الملك الكامل: هذا صبّي خفيف، فلما بلغ الكامل دخل عليهم، فإذا هم مجتمعون وبين أيديهم المصحف وهم يحلفون لأخيه الفائز، فعندما رأوه، تفرَّقوا فخشي على نفَسه منهم، فخرج [1].
أ- مشروع ابن المشطوب:
- فضّل ابن المشطوب سلوك التآمر ليحقَّق هدفه بالوُصول إلى السلطة وبالتأكيد، كان يقدَّر أنه مع شخصية قويّة كالكامل لن يكون إلا واحداً من الأمراء في أحسن الأحوال، لذلك فكرَّ بتبديل السلطان واختار أخاه الفائز لتقديره - أيضا - أنه سيكون أسهل قياداً ومطيَّة مناسبة لحُكم الدولة بواسطته، أو حتىَّ بدونه بعد مُدَّة فهدفه، من العملية هو أن "يصير له التحكم في المملكة" [2].
- اختار ابن المشطوب أسوأ الأوقات بالنسبة للدولة وللأمة، فقد مات السلطان العادل، والفرنج يرابطون بقُوَّات عظيمة أمام دمياط، وبالتأكيد، كقائد عسكري كان يعرف معنى الانقلاب السياسي الذي كان ينوي تنفيذه في مثل تلك الظروف، وانعكاسه على الموقف العسكري، وهذا ما تمَّ فعلاً مع أن المؤامرة قد انكشفت للكامل الذي هرب من المعسكر إلى أشموم طناح، لأنَّه لم يعد يعرف من معه ومن هو ضدَّه من العسكر، فلمَّا أصبح الجيش، ولم يجدوا الملك الكامل، تركوا معسكرهم في العادلية بما فيه، ولحقوا بالكامل، ممَّا مكَّن الفرنج من أخذ المعسكر بما فيه والعبور إلى ضفة دمياط ومحاصرتها من البرد والبحر، ولو تابع الكامل هربه من مصر لكانت بكاملها لقمة سائغة للفرنج (3) [1] المصدر نفسه (1/ 111). [2] المصدر نفسه (1/ 111).
(3) العلاقات الدولية (1/ 111).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 249