اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244
ع- آثار الفشل الذريع الذي منيت به الحملة الصليبية الخامسة ثائرة البابا هو نوريوس الثالث، وأخذ يدعو من جديد هو وخليفته البابا جريجوري التاسع للقيام بحملة صليبية كبرى لتعويض تلك الخسارة التي خسرها الصليبيون، وعهد إلى الأمبراطور فردريك الثاني أمبراطور الدولة الرومانية، وملك الصقليتين بأمر قيادة هذه الحملة والتي عرفت بالحملة الصليبية السادسة [1] وسيأتي الحديث عنها مفصلاً بإذن الله.
ك- كان رد الفعل الإسلامي عظيماً إزاء هذه النتيجة التي أسفرت عنها الحملة الصليبية الخامسة، فكانت فرحة المسلمين عظيمة بعودة دمياط إليهم، خاصة الفقهاء والعلماء والشعراء الذين أخذوا يتبارون في إنشاد قصائد التهاني بهذا النصر الكبير معبرين فيها عن مدى فرحتهم ومدى إحساسهم بأهمية عودة دمياط إلى المسلمين [2].
هـ- أبرم الملك الكامل اتفاقية مع الصليبيين مدتها ثمان سنوات نصت على إطلاق كل فريق ما عنده من الأسرى وتم للأيوبيين القضاء على الحملة الصليبية الخامسة نتيجة لتعاونهم وخطتهم [3] المحكمة
المبحث الثاني: السياسة الأيوبية الداخلية في عهد الملك الكامل أولاً: تولي الملك الكامل السلطنة ومحاولات خلعه:
كان الملك الكامل نائباً لوالده الملك العادل في حران وكلفه عام 595هـ/1199 باحتلال ماردين وفي عام 596هـ/1200م استدعى الملك العادل ابنه الملك الكامل إلى مصر ليستنيبه عليها وكان بحران نائباً لوالده هناك فسلم تلك الولاية إلى أخيه الفائز، وانطلق إلى القاهرة، ومعه شمس الدين المعروف بقاضي داراً، وهو وزيره ومستحثه على المكارم، ومشيره [4]، فأنشده:
أنتم تُحبون بالإعراض تَعذيبي ... وتقصدون بخلق الصّدِ تهذيبي
ساروا فيا صحتي من مهُجتي ارتحلي ... غابوا فيا سنتي عن مُقلتى غِيبي [1] دور الفقهاء والعلماء ص 269. [2] المصدر نفسه ص 268. [3] الدولة الأيوبية، سمير فراج ص 195. [4] كتاب الروضتين (4/ 458،459).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 244